Site icon IMLebanon

تصرف الحريري وجعجع من موقع “أم الصبي”!

تؤكد مصادر نيابية مستقلة في قوى 14 آذار عبر الوكالة “المركزية”، أنّه بغضّ النظر عما تسميه “خطوات ناقصة”، سيما في الملف الرئاسي، فإنّ هذا الفريق السياسي يبقى صمام الامان الأقوى لحماية لبنان انطلاقا من ركيزتين اساسيتين تُجمع عليهما مكوناته، هما صون العيش المشترك ورفض هيمنة السلاح غير الشرعي. واذ تشير الى ان التواصل مستمر بين أطراف الفريق الآذاري رغم التباينات في ما بينهم، وجولة منسق الامانة العامة فارس سعيد على قيادات 14 آذار والتي ستشمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعدما زار اليوم الرئيس فؤاد السنيورة قبل ان ينتقل الى السعودية للاجتماع بالرئيس سعد الحريري، ليزور بعدها بعض العواصم الاوروبية تصب في تلك الخانة، تشدد المصادر على ان في هذا التواصل ضرورة لان البلاد اليوم على “كف عفريت”، خاصة وأننا بتنا امام وصاية جديدة يقول فيها “حزب الله”: خذوا المراكز والمقاعد كلها، لكن اتركوا السلطة في يدي. وتأتي هذه المقايضة المرفوضة من قبلنا، في وقت عادت ايران الى حضن المجتمع الدولي من بوابة الاتفاق النووي، وباتت قادرة بسهولة على ابرام صفقات ضخمة مع دول أوروبية نافذة، وهي تسعى الى أن توظف موقعها الجديد لارضاخ لبنان، وهذا ما سنتصدى له. وتجزم المصادر بأن مشهد 14 شباط سيكون جامعا لكل مكونات الفريق الاذاري، مشيرة الى ان هذه الذكرى تجمع ولا تفرّق.

وفي معرض قراءتها لمقاربة 14 آذار للملف الرئاسي، ترى المصادر ان بيت الوسط كما معراب أخطأتا في التعاطي مع الشغور. وتقول “كان جعجع يتمنى الصمود في وجه التعطيل الذي يمارسه فريق 8 آذار للانتخابات الرئاسية، وكان يدعو دائما، في سياق مشاوراته مع “المستقبل” وسواه، الى عدم الاستعجال وانتظار جلاء المشهد في المنطقة قبل اتخاذ أي خطوة. غير ان الرئيس الحريري فاجأ الجميع باقدامه على تبني ترشيح رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية اثر اللقاء الشهير الذي جمعهما في باريس. فما كان من هذه المبادرة التي أتت في وقت خاطئ، وفق المصادر، لان المخاض الاقليمي لا يزال في أوجه، الا أن خلطت الاوراق على الصعيد الداخلي عموما وفي فريقي 8 و14 آذار خصوصا. انطلاقا من هنا، قرر جعجع وبناء على حسابات يختلط فيها السياسي بالانتخابي المسيحي، أن يقدم على تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، وهو أمر اعتبرته المصادر خطأ للرد على خطأ الحريري، سائلة “كيف تتحالف القوات مع فريق حليف لحزب الله”؟ مضيفة “صحيح ان “إعلان معراب تضمن عناوين سيادية تلتقي مع تطلعات 14 آذار، الا ان التجارب السابقة التي خضناها مع الفريق الآخر لناحية التزامه بالاتفاقيات وأهمها مقررات طاولة الحوار التي عقدت عام 2006 و”إعلان بعبدا”، غير مشجعة. فكيف سيتصرف العماد عون و”القوات” عندما يقتضي الواجب من “حزب الله” مخالفة ما ينص عليه “اعلان معراب”، كما فعل عندما ضرب مبدأ “النأي بالنفس” عرض الحائط وذهب للقتال في سوريا”؟

ومع انها تلفت الى ان “الحريري وجعجع تصرفا انطلاقا من موقع “أم الصبي” وهدفهما ملء الشغور الرئاسي انقاذا للجمهورية”، تعتبر المصادر ان كان يفترض بـ14 آذار ألا تصرخ هي أولا، وأن تكون حاسمة في موقفها رفض اي مرشح من فريق 8 آذار تماما كما أقفل الاخير الباب نهائيا امام وصول اي شخصية من 14 آذار.