احتدمت المعارك في مدينة حلب شمالي سوريا، السبت، لليوم السادس على التوالي بين مسلحي المعارضة والجيش السوري، في وقت استمر نزوح آلاف المدنيين من مناطق عدة في المدينة باتجاه الحدود التركية، على وقع القصف المدعوم من روسيا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش السوري، مدعوما بطائرات روسية، تمكن من السيطرة على بلدة رتيان الواقعة بالريف الشمالي لمدينة حلب، بالتزامن مع معارك وصفها بأنها “ضارية” بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية.
وبالسيطرة على رتيان، فإن الجيش السوري يكون قد أمَّن الطريق الواصل باتجاه بلدتي نبل والزهراء، اللتين تمكن من استعادتهما من أيدي الفصائل المعارضة قبل يومين.
واندلعت اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في محيط وأطراف بلدة رتيان الجنوبية والغربية، حيث تيحصن في البلدة عدد كبيرة من المقاتلين، وفق ما ذكر المرصد.
وفر عشرات الآلاف من السوريين من قصف روسي مكثف في محيط حلب، الجمعة، وقال عمال إغاثة إنهم يخشون من أن تحاصر القوات الحكومية المدينة بالكامل، والتي كان يعيش بها مليونا نسمة ذات يوم.
وأظهرت مقاطع فيديو آلاف الأشخاص، غالبيهم من النساء والأطفال والمسنين، يتدفقون على معبر باب السلام الحدودي. وحمل الرجال أمتعتهم فوق الرؤوس، ونُقل المسنون وغير القادرين على السير على مقاعد متحركة.
وتسبب هجوم القوات الحكومية في محيط حلب، والتقدم الذي تحققه في جنوب البلاد، في نسف محادثات السلام التي جرت في جنيف هذا الأسبوع.
وخلال اليومين الماضيين نجحت القوات الحكومية ومقاتلو حزب الله اللبناني والمقاتلون الإيرانيون المتحالفون معها في تطويق منطقة الريف إلى الشمال من حلب، وقطع خط إمداد رئيسي يربط المدينة التي كانت كبرى مدن سوريا قبل الحرب بتركيا.