نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالا للكاتبة الفرنسية نتالي نوغايريد بعنوان “ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل اوروبا”.
وتقول الكاتبة إنه إذا كان لدي البعض أي شكوك حول أهداف روسيا من التدخل في سوريا فإن التصعيد الاخير للمقاتلات الروسية حول حلب قد أزال هذه الشكوك تماما.
وتعتبر انه لو سقطت حلب فإن ذلك سيشكل انعطافا خطيرا ومؤثرا على تطورات الامور في المنطقة وله تأثير كبير وتبعات متوالية ليس في الشرق الاوسط فقط ولكن في اوروبا أيضا.
وتشير نوغايريد إلى أن الهجوم الشرس على حلب شمالي سوريا يعد لحظة حاسمة لطبيعة العلاقات بين الغرب وروسيا حيث إن نجاح الهجوم سيعني عمليا انه لاتوجد قوات على الأرض في سوريا سوى القوات الموالية للأسد وقوات تنظيم “داعش” وهو مايؤدى بالطبع الى انهيار تام لجميع الآمال في التوصل لحل ديبلوماسي بين المعارضة والنظام.
وتعتبر الكاتبة أن هذا هو الهدف الاساسي للتدخل الروسي في سوريا وهو ببساطة تقويض أي مساعي للغرب او الأمم المتحدة لحل الأزمة سلميا بين المعارضة “المعتدلة” والنظام.
وتقول نوغايريد إن الغرب قد تعلم خلال عام 2015 أنه لايمكن أن يبقى بمنأى عن الازمة في الشرق الاوسط وذلك بعدما تعلم خلال عام 2014 أن روسيا لايمكن اعتبارها دولة صديقة لكنها قوة رجعية قادرة على الغزو العسكري.
وتوضح أن التدخل الروسي العسكري في سوريا قد وضع حلف شمال الاطلسي “الناتو” في مأزق بعدما جعل احدى دوله الرئيسية وهي تركيا على الجبهة وأصبحت العلاقات الروسية التركية على المحك علنا بسبب الأزمة التى لحقت إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية.
وتؤكد نوغايريد أن الأسلوب الذي ستختاره القيادة السياسية لتركيا للرد على سقوط حلب سيبقى متاحا في يديها وسيبقى سببا في الصداع المستمر للغرب.
وتختم قائلة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب ان يصف نفسه بأنه رجل دولة ونظام لكن سياساته في سوريا تثير الفوضى وأوروبا يجب ان تستعد لدفع الثمن بشكل متزايد.