Site icon IMLebanon

بري يصوّب على السنيورة ليصيب.. “عون”

توقفت اوساط واسعة الاطلاع عبر صحيفة “الراي” الكويتية عند الالتباسات التي أحاطت تسريب رئيس البرلمان نبيه بري أخيراً، معلومات مفادها أن أطرافاً يجرون استطلاعات حول النصاب القانوني وإمكان اكتماله في جلسة الإثنين، من دون ان يفصح عن هوية الأطراف، علماً انه كان يشير الى أفرقاء مؤيدين لترشيح زعيم “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية.

وإذ فسّر البعض هذا التسريب بأنه لإحباط محاولة يقوم بها الرئيس فؤاد السنيورة لتأمين النصاب العدَدي لمصلحة فرنجية الذي يدعمه تيار “المستقبل” ورئيسه سعد الحريري، فإن الأوساط الواسعة الاطلاع قالت ان بري كان يتعمّد الغمز من قناة زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون في إطار النزاع المتجدّد بينهما، عقب الهجوم الذي شنّه تكتل عون قبل ايام على وزراء حركة “امل” ولا سيما وزير المال في ملف التعيينات الإدارية، ملاحِظة ان هذه الخلاصة تبلورت أكثر مع ما نُقل عن بري أمس، من أن “موضوع الميثاقية لا ينطبق على جلسة انتخاب الرئيس، لأن نصاب أكثرية الثلثين (أي 86 نائباً) هو ميثاقي بحد ذاته لأنه سيكون مكوناً من كل الطوائف والفئات والقوى”، ومعتبرة ان هذا التكتيك لا يعني فعلاً ان هناك إمكانية لتوفير نصاب عددي بمعزل عن النصاب السياسي التوافقي على انتخاب ايّ من المرشحيْن عون وفرنجية، باعتبار ان الأمور يستحيل ان تمرّ بلا تَفاهُم سياسي واسع، لا يبدو متاحاً ابداً بعد.

وفي ظل ذلك تنقل الأوساط عن بري تكرار قوله في مجالسه الخاصة إن “الأزمة الرئاسية لا تزال في الثلاجة”، كما ان هذا هو انطباع مختلف القوى السياسية من دون اي اوهام عشية جلسة 8 الجاري، التي ستحضرها كتلة “القوات اللبنانية” رغم تبنّيها ترشيح عون، الذي يمضي في قرار مقاطعة الجلسات مدعوماً من “حزب الله” ما لم يضمن انه سيكون هو الرئيس المنتخَب.

ولم تغفل هذه الأوساط أهمية رصْد الاتجاهات التي ستبرز الأسبوع المقبل، لمناسبة الذكرى الـ 11 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي ستكون الأنظار مركّزة عبرها على المواقف التي سيعلنها الرئيس الحريري في كلمته في احتفال “البيال” في 14 الجاري.

وتشير المعطيات المتوافرة في هذا السياق الى ان من غير المحسوم بعد اذا كان الحريري سيعلن تبنّيه رسمياً وعلناً ترشيح فرنجية في هذه الكلمة، ام يستبق الاحتفال بمقابلة تلفزيونية يعلن فيها هذا التبنّي، وذلك لعدم إحراج بعض حلفائه في قوى “14 آذار” ولا سيما “القوات اللبنانية”.

وتفيد المعلومات ان تحركاً باشره الامين العام لقوى “14 آذار” فارس سعيد قبل ايام في بيروت وشمل قوى في “14 آذار” ويكمله من خلال الزيارة التي بدأها إلى الرياض للقاء الحريري، بهدف لملمة الخلافات الناشئة حول الملف الرئاسي، اقله بما يكفل تمرير ذكرى 14 شباط، بصورة متماسكة لـ “14 آذار”. وهو أمر يتخذ بُعداً يتجاوز المناسبة في ذاتها، لأن تكريس صورة التباين والخلافات في هذه الذكرى سيترك آثاراً سلبية للغاية على واقع التوازن السياسي المفقود في البلاد في حال لم تتدارك “14 آذار” صورة اهتزازها.