اكد المرجع الديني السيد علي الأمين في حديث لصحيفة “المستقبل” أن “المسؤول عن الفراغ الرئاسي هو فريق 8 آذار الذي يزعم التحالف بين كل أطرافه في كل القضايا إلا في الغياب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية”، ويُشير إلى أن “الإعداد الدولي لمؤتمر جنيف3 لم يكن بالنحو الذي يترتب عليه الولوج إلى بداية الحل السلمي للأزمة السورية ولإنهاء معاناة الشعب السوري”، مشدداً على أن “من يعلن احترامه الرأي الآخر لا يفرض مرشحه على الآخرين”.
ورأى الأمين ان مظهر الفراغ الرئاسي هو دليل على ضعف الدولة اللبنانية وعجزها عن فرض تطبيق الدستور على المؤتمنين عليه، وهذا العجز أفسح في المجال للتدخلات الخارجية من خلال الأطراف الداخلية التي تستقوي على الدولة وتعمل على فرض رؤيتها خارج القانون والدستور، وما دام هذا الضعف للدولة قائماً فسيستمر هذا الفراغ، لأن المؤسسات المطلوب منها القيام بإنهاء هذا الفراغ الرئاسي تتمثل بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ومن المعلوم حال هاتين السلطتين عندنا في لبنان، فالسلطة التنفيذية لا تستطيع جمع الوزراء فيها، والسلطة التشريعية لا تستطيع جمع النوّاب فيها!
واعتبر ان السيد حسن نصر الله كان واضحاً في ترشيحه لحليفه الجنرال ميشال عون، ولكنه في آلية الوصول ألقى بالغموض على قبوله بأصل ترشيحه! لأن من يريد وصول مرشّحه إلى موقع الرئاسة هو الذي يختار الآلية التي تليق بمكانة مرشّحه وهي آلية الإنتخاب المعتمدة في البلاد الديمقراطية، ومن يعلن عن احترام الرأي الآخر لا يفرض مرشّحه على الآخرين خصوصاً وأنّ كلا المرشّحين من حلفائه بحسب قوله.
واعتبر ان “الانتصارات” التي يتحدث عنها “حزب الله” في سوريا ليست انتصارات فهي تزيد من العداوات الطائفية والتي تحدث مزيداً من الفرز المذهبي بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة ولذلك فإننا رأينا سابقاً وما زلنا نرى ضرورة خروج “حزب الله” من القتال على الأراضي السورية خصوصاً بعد التدخل الروسي وغيره من قوى التحالف الدولي بقيادة أميركا الذي جعل الأرض السورية مسرحاً لصراع الدول الكبرى، ومع تدخل هذه الدول وجيوشها الجرّارة لم يعد من تأثير يذكر للقوى الأخرى من حزب الله وغيره سوى تحمل مزيد من الخسائر وزرع مزيد من الأحقاد والعداوات بين الطوائف والمذاهب في المنطقة وهذا ما يعود بأكبر الأخطار على مستقبل الأمة وشعوبها.