لفت راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده الى أنّ المسؤولين السياسيين عندنا منقسمون، ومتعادون ولم يعودوا يعرفون للحوار سبيلا، فكلّ فريق منهم متمترس في مواقعه يفرض الشروط على الفريق الآخر الذي يبادله شروطا أخرى، والجميع يدّعون بأنهم يعملون لمصلحة البلاد بينما هم في الواقع يشرعون ويعملون، عن قصد أو عن غير قصد، على الموت السريع لهذه البلاد التي أصبحت بلا رأس منذ حوالي السنتين، وأصبحت أعضاؤها مشرذمة مشتتة، كل فئة منها تحتكر قسما من السلطة، تشريعية كانت أم تنفيذية. وقد تكون نتيجة تلك المواقف المتحجرة والمتصلبة غرغرينا تضرب الجسم اللبناني فتشرذمه وتقسمه. وهذا ما لا يريده الشعب، وما يطلب من المسؤولين عنه أن يتحاشوه، فيا ليتهم جميعا يسمعون كلمة المسيح الذي قال: “كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب وكل مدينة أو عائلة تنقسم لا تثبت”.
بو جوده، وخلال ترؤسه قداسًا احتفاليًا في كنيسة مار مارون في طرابلس، طلب من القديس مارون أن يتشفع بأبنائه لدى الرب كي يعودوا إلى بعضهم البعض، فيصحّحوا علاقاتهم ويتخلوا عن السعي إلى مصالحهم الشخصية ويعملوا في سبيل مصلحة البلاد. وأن يتشفع كذلك بكل أبناء لبنان، مسيحيين ومسلمين، الذين تميزوا عبر الأجيال بعيشهم المشترك، كي يعودوا إلى أصالتهم وإلى بعضهم البعض، فيعيدون بناء البلاد على الأسس الصالحة والسليمة.