رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان خطاب السيد نصر الله لم يكن مقنعا لجهة تذرعه بوجود اسباب لبنانية ـ لبنانية وراء تأجيل الانتخابات الرئاسية، لأن المؤكد وغير القابل للنفي، هو أن ايران تريد البحث بمصير رئيس النظام السوري بشار الاسد قبل البحث بالرئاسة اللبنانية، وهو ما تأكد من كلام غالبية المسؤولين الإيرانيين نقلا عن مرشد الثورة علي خامنئي، بأن مصير الأسد اهم من لبنان ومن شعبه، ما يعني من وجهة نظر بيضون ان الرئاسة اللبنانية ستبقى ورقة مساومة بيد المفاوض الايراني الى حين البت بمصير الاسد، وأي كلام آخر من أينما أتى، هو كلام تضليلي بامتياز.
وردا على سؤال، أكد بيضون ان السيد نصر الله لن يفسح المجال امام عون وفرنجية للتنافس ديموقراطيا تحت قبة البرلمان، وكذلك لن يضغط على فرنجية للانسحاب من السباق الرئاسي، وذلك لاعتبار السيد نصر الله ان دعم حزب الله لترشيح العماد عون هو العملة الصعبة والنادرة مسيحيا الذي يشتري بها الوقت لطهران، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان اي ضغط يمارسه السيد نصر الله على النائب فرنجية للانسحاب لصالح عون، سيواجه عقبتين اساسيتين، الأولى دستورية لأن انسحاب فرنجية يعني تعيين عون لا بل فرضه رئيسا بشكل استبدادي وقمعي ومخالف للأصول الديموقراطية، والثانية تكتية ـ دستورية لأن تيار المستقبل ومن يدور في فلكه من حلفاء ومستقلين، لن يؤمنوا النصاب لانتخاب عون.
واستدراكا، يؤكد بيضون انه كان اجدى بالرئيس سعد الحريري ان يصيغ مصالحة حقيقية تاريخية بين جعجع وفرنجية قبل الاعلان عن ترشيحه للأخير، لما لهذه الخطوة من اهمية وطنية ذهبية في تحرير لبنان من الاصوليات الدينية.