كشف تقرير دولي أنّ فيروسا أخطر من “إيبولا”، يتفشى على مستوى العالم، وربما ينجم عنه وفاة ملايين البشر، إذا لم يصبح العالم أفضل استعدادًا للتعامل مع الظهور المفاجئ للأمراض وانتشارها.
وأشار التقرير إلى إمكانية مقتل 33 مليون نسمة في غضون أقل من عام، إذا ما ظهرت إنفلونزا تنتقل بالهواء مباشرة، فقد تنتشر في العواصم العالمية الرئيسية خلال 60 يومًا، وطالب برفع ميزانية الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إلى 300 مليون دولار.
جاء هذا في تقرير أولي نشرته الأمم المتحدة، فيما يسرع الخبراء للتعامل مع الانتشار السريع لفيروس “زيكا” في أميركا اللاتينية، وهو الفيروس الذي ارتبط بآلاف من حالات المواليد الجدد، الذين أصيبوا بتشوهات خلقية في الرأس وصغر حجم الدماغ.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعربت في أواخر كانون الثاني عن قلقها الشديد من انتشار فيروس “زيكا” الذي وصل إلى 23 بلدا حتى الآن. وأعلنت المديرة العامة للمنظمة، الدكتورة مارغريت تشان، في مؤتمر صحفي في جنيف، عن تشكيل لجنة طوارئ للنصح بشأن كيفية التعامل مع الفيروس.
وصدر التقرير الأولي عن لجنة خاصة بالعمل على الوقاية من الإصابة بالأوبئة، التي أمر الأمين العام للأمم المتحدة بتأسيسها في نيسان 2015، مع انتشار فيروس “إيبولا” الذي قتل 11 ألف شخص.
وقال رئيس اللجنة التنزاني ياكايا مريشو كيكويتي إنّ “الخطر الكبير للأزمات الصحية الكبرى ناجم عن الاستخفاف الكبير بها، كما أنّ الاستعدادات المسبقة والقدرة على الردّ والمجابهة بائسة للغاية”، مضيفًا أنّ “التفشي المستقبلي للأمراض والأوبئة قد يتجاوز كثيرًا حجم وتطوّر تفشي فيروس “إيبولا” في غرب إفريقيا”.
وتابع: “غالبا، يعقب الخوف العالمي من الأوبئة تخاذلا وتكاسلا. على سبيل المثال، في عام 2009 مع تفشي الإنفلونزا، أجريت مراجعة مماثلة للاستعدادات العالمية المسبقة لمواجهة تفشي الأوبئة والأمراض، غير أنه لم يتم العمل بمعظم توصياتها”.
وشدّد قائلا: “لو تمّ تطبيق هذه التوصيات، لأمكن إنقاذ حياة الآلاف من البشر في غرب إفريقيا. نحن مدينون للضحايا بمنع تكرار هذه المأساة”، بحسب ما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية.
ولا يتعلق التقرير، الذي نشر على موقع مركز أنباء الأمم المتحدة، بسوء التعامل مع فيروس “إيبولا” فحسب، بل بالحاجة الماسة لوضع نظم لتوقع التهديدات المرضية الجديدة ومكافحتها.
وتطرق التقرير كذلك إلى تقرير آخر صادر عن مؤسسة “غيتس وميلاندا” جاء فيه أنّ فيروس الإنفلونزا الذي ينتقل في الهواء قد ينتشر سريعًا في كلّ العواصم العالمية الكبيرة في غضون 60 يومًا، وربما يقتل أكثر من 33 مليون نسمة في غضون 250 يومًا.
وشدّد التقرير على ضرورة أن تضع منظمة الصحة العالمية أنظمة مراقبة واستجابة للفيروسات والأوبئة، مشيرًا إلى أن الدور الأساسي يجب أن يضطلع به مركز الطوارئ للتعامل مع الأمراض والأوبئة.
وطالب التقرير بضرورة أن تكون لهذا المركز قيادة حقيقية وصلاحيات سيطرة، وأن يتم تزويده بأفضل التقنيات المتاحة لتحديد التهديدات الطارئة الحقيقية وتعقبها والتعامل معها. وشدد كذلك على ضرورة أن ترفع الدول تقارير سنوية بشأن أوضاعها إلى منظمة الصحة العالمية، كما يجب أن تتم مراجعها بانتظام.
وطالب التقرير بمنح منظمة الصحة العالمية التمويل، وحدد رفع التمويل بنسبة 10 بالمائة على الأقل، بالإضافة إلى وضع ميزانية طوارئ تصل إلى 300 مليون دولار، وليس 100 مليون دولار كما هو الوضع حاليا، كما طالب بتوفير مليار دولار من أجل تطوير اللقاحات والأدوية وأجهزة الفحص والاختبارات.