كتبت “العربي الجديد”: بعد أن استطاعت قوات النظام السوري مدعومة بالمليشيات وبغطاء من الطيران الروسي، أن توجه ضربة للمعارضة السورية في الشمال والجنوب، بتواطؤ أميركي واضح، بدأت التحركات الإقليمية والدولية تتسارع لتعزيز مواقف الداعمين، استعداداً لما يخشى البعض أن يكون “المساومة الكبرى”، ربما في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي ينعقد الخميس 11 الحالي، والتي يُمكن أن تُحدد معالمها لقاءات مجموعة العمل حول سوريا (مجموعة الـ17) على هامش المؤتمر.
يبدو موقف الدول الداعمة للمعارضة السورية، كما المعارضة نفسها، حرجاً للغاية، في ظل الضغط الأميركي الواضح على الداعمين لوقف أو لتقنين دعم المعارضة. لذلك كثّفت الرياض وأنقرة تحركاتهما الديبلوماسية، بموازاة طرح ورقة التدخل العسكري في سوريا تحت غطاء التحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مدعومة بمشروع المناورات الكبيرة لـ”رعد الشمال”، التي ستضمّ 21 دولة حليفة للسعودية.
التصريح السعودي بشأن التدخل البري في سوريا، تلقّى دعماً واضحاً من تركيا والإمارات. أما البحرين، وبعد تصريحات السفير البحريني في لندن فواز بن محمد آل خليفة التي أكدت استعداد بلاده للمشاركة، عاد السفير وسحب تصريحاته، في خطوة اتضحت أسبابها فيما بعد، إثر توجه الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة إلى سوتشي الروسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في ظلّ هذه الأجواء، توجّه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى واشنطن في زيارة مفاجئة، وأكّد في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الأميركي جون كيري إثر المباحثات، أن “المملكة عازمة على حل أزمات المنطقة من خلال النقاش”. الجبير أبقى ورقة التدخل في سوريا على الطاولة، قائلاً إن “الادارة الأميركية كانت مؤيدة جداً وإيجابية، بشأن اقتراح السعودية إرسال قوات خاصة، دعماً لعملية برية ممكنة للتحالف الدولي في سوريا، تقودها الولايات المتحدة وتؤدي فيها السعودية دوراً رئيسياً”. قبل أن يشير الطرفان إلى أن “الهدف الرئيسي للبلدين سيكون الدفع نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال مؤتمر ميونخ”.