عقد في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان لقاء اقتصادي لبناني – عماني موسع، بدعوة من رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، في حضور سفير سلطنة عمان في لبنان أحمد بن بركات آل ابراهيم وسفير لبنان في السلطنة حسام دياب، وشارك فيه وفد اقتصادي رفيع المستوى من سلطنة عمان برئاسة رئيس غرفة التجارة والصناعة في عمان سعيد بن صالح الكيومي ونخبة من رجال الأعمال في السلطنة، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية عدنان القصار، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار أشقر، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد المخزومي، عميد الصناعيين جاك صراف، رئيس نقابة المقاولين في لبنان مارون الحلو، نواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك، رئيس جمعية أصحاب شركات النفط في لبنان مارون شماس، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات إيلي رزق، رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان ماكس زكار، رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي، رئيس مجلس العمل اللبناني العماني شادي مسعد وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين.
بداية، تحدث شقير فذكر: “أثبتت علاقاتنا الثنائية تاريخيا مدى صدقها وقوتها ومتانتها، وانطلاقا من هذه الحقيقة الساطعة، نقول: اننا حرصاء أشد الحرص على الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها والارتقاء بها الى الأفضل على مختلف المستويات. كما أغتنم هذه المناسبة كي أتوجه بالشكر الى سلطنة عمان قيادة وشعبا على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، واحتضانها الجالية اللبنانية التي خصتها بمعاملة مميزة مكنتها من المساهمة بفعالية في عملية تطوير اقتصاد السلطنة”.
ولفت شقير الى ان “لبنان ينظر على الدوام الى دول الخليج العربي والى سلطنة عمان، إضافة الى كونهم دولا شقيقة، انما ايضا الى كونهم يشكلون العمق الاستراتيجي لاقتصادنا والمكان الارحب لاستقبال قوانا العاملة واستثماراتنا”. وقال: “لقد مرت احداث كثيرة على بلدنا، حالت دون مجيء الاخوة الخليجيين الى لبنان ان كان للسياحة أو الاستثمار أو لقضاء عطلهم في بيوتهم، ونأمل في ان تشكل زيارتكم هذه فاتحة لعودة باقي الاشقاء الخليجيين. فلبنان الذي عانى الأمرين خلال السنوات الماضية هو على يقين ان عودة الاشقاء الخليجيين الى ربوعه هو مؤشر حقيقي لعودة بلدنا الى رونقه والى طريق التعافي والنهوض والازدهار”.
وشدد شقير على اهمية عقد “هذا اللقاء الجامع اليوم في غرفة بيروت وجبل لبنان، بيت الاقتصاد اللبناني، مع وفد اقتصادي رفيع المستوى من سلطنة عمان برئاسة رئيس غرفة عمان سعيد الكيومي، ونحن على يقين انه سيشكل فرصة هامة لبحث سبل تطوير علاقاتنا الاقتصادية وزيادة التعاون بين رجال الاعمال في البلدين”. وقال: “اننا اليوم أمام متغيرات كبيرة في المنطقة والعالم ولا سيما على المستوى الاقتصادي، لذلك علينا ان نتحرك بسرعة وأن نبذل جهودا مضاعفة من أجل تطوير علاقاتنا الاقتصادية الثنائية من خلال زيادة التواصل والتنسيق بين القطاع الخاص في البلدين لرسم مسار التعاون الاقتصادي الثنائي بما يستجيب مع متطلبات هذه المتغيرات والحاجات ان كان في دولتينا أو في الدول المحيطة أو البعيدة”.
واعتبر ان “لبنان رغم المشاكل السياسية التي نمر فيها، الا ان بلدنا لا يزال يتمتع بدرجة عالية من الأمن والأمان، وهو لديه قطاع خاص قوي ومبادر وناجح وقطاعات اقتصادية متنوعة اثبتت متانتها وتفوقها، كما ان بلدنا مقبل على مشاريع عملاقة تتمثل باعادة تطوير بناه التحتية، واستخراج النفط والغاز، وإعادة اعمار سوريا، التي نأمل ان تنتهي الحرب فيها سريعا لوقف هذا الدمار وانهاء عذابات الشعب السوري الشقيق. كما ان سلطنة عمان بما تتمتع به من موقع مميز في قلب دول الخليج العربي وكذلك في محيطها، ومع تنامي دورها الاقتصادي، لديها الكثير من المشاريع العملاقة الواعدة في شتى المجالات”.
من جهته، قال رئيس غرفة عمان الكيومي: “في تشرين الثاني 2015، زار شقير عمان واتفقنا على القيام بهذه الزيارة الى لبنان. ونحن عادة يأتينا الكثير من الدعوات ولا نلبيها سريعا، لكن الدعوة الى لبنان تختلف لأننا شعرنا أن شقير شخص عملي ويريد أن يبني أفضل العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسلطنة عمان”.
وأكد “أننا ننظر الى لبنان على أن لديه قطاعا خاصا قويا ومميزا وناشطا ورجال أعمال اثبتوا جدارتهم حول العالم. وهنا نسأل لماذا ليس هناك تواجد قوي لرجال أعمال اللبنانيين في السلطنة إسوة بالدول المحيطة بنا أي في دول الخليج”، لافتا الى أن القطاع الخاص العماني يطلب المزيد من التواجد اللبناني في بلدنا ويرغب في اقامة شراكات عمل مع رجال الأعمال اللبنانيين”.
وتمنى الكيومي “توسيع دائرة الشراكة مع دول العالم من اجل التنمية في السلطنة، وأن يكون الحظ الأوفر في هذا الاطار العرب وللبنانيين بشكل خاص”.
وتحدث دياب، فرحب بالوفد العماني، مؤكدا اهمية اللقاء الاقتصادجي في غرفة بيروت وجبل لبنان الذي من شأنه تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقال دياب: “لطالما جمع لبنان وسلطنة عمان علاقات أخوة واحترام ومودة وتعايش متبادل. فلم تتوان سلطنة عمان يوما عن تقديم التسهيلات للبنانيين من أجل تطوير أعماله ومن أجل عيش كريم”.
وأضاف: “ان المراجع الحكومية في كلا البلدين قامت بوضع الأسس السليمة لتسهيل التبادل التجاري وعقدت الاتفاقية التي تعزز هذه العلاقات التجارية بين البلدين، ولا سيما اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية تحسب الازدواج الضريبي واتفاقية انشاء لجنة التعاون المشتركة، واتفاقية حماية المستهلك التي هي رهن التوقيع عليها، اضافة الى اتفاقية منطقة التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي”.
واعلن “ان السلطنة لا تزال تعفي اللبنانيين من تأشيرة الدخول، اضافة الى وجود خطوط طيران مباشرة بين سلطنة عمان ولبنان وكلها تساهم في تسهيل الأعمال والتواصل”.
وأكد دياب ان “هذا اللقاء يعتبر الخطوة الأولى في تنفيذ اتفاقية انشاء مجلس الأعمال العماني – اللبناني التي تم التوقيع عليها في تشرين الثاني الماضي من العام الماضي خلال ملتقى فرص الأعمال الذي عقد في مسقط”، لافتا الى ان المناخات والحوافز الاستثمارية التي يقدمها كل من لبنان وسلطنة عمان تؤمن أرضية خصبة لمضاعفة التبادل التجاري بين البلدين، والتأسيس لشراكات جديدة للاستفادة من فرص الاستثمار في لبنان وعمان والمنطقة”.
اما السفير العماني فتمنى “أن يكون هذا اللقاء بادرة خير على البلدين، وأن يحقق جميع الأهداف المرجوة منه بما يصب في مصلحة البلدين وشعبيهما”.
بعد ذلك، وقع شقير والكيومي اتفاقا لإنشاء مركز تجاري في سلطنة عمان مخصص للعلامات التجارية، على أن يكون الأفضلية فيه للعلامات التجارية اللبنانية.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قدم شقير الى الكيومي درع اتحاد الغرف اللبنانية، كما قدم الكيومي درع غرفة عمان الى شقير.
تلا الجلسة الافتتاحية عرض لرئيس اتحاد رجال اعمال البحر المتوسط جاك الصراف عن فرص الاستثمار في العراق، وعرض آخر عن اعادة اعمار سوريا قدمه رئيس مجلس العمل اللبناني العماني شادي مسعد. وكذلك قدم الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك عرضا عن الشراكة بين القطاعين لاعام والخاص.
وبعد غداء اقامه شقير على شرف الوفد العماني عقدت جلسات عمل تم خلال ابراز اهمية القطاعات الاقتصادية اللبنانية والنجاحات التي حققتها.