اعتبرت اوساط سياسية بارزة عبر صحيفة “الراي” الكويتية ان فشل جلسة الاثنين الانتخابية التي أرجئت الى الثاني من آذار المقبل شكّل ايضاً صدمة سلبية لتوافُق معراب الذي أعلن في 18 كانون الثاني الماضي والذي رشح خلاله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، فإذ بالجلسة الاولى التي تُعقد بعد هذا التطور تمضي في تكريس الأزمة والتعطيل كأن شيئاً لم يكن.
وتشير هذه الأوساط الى انها تستبعد إقرار اي من اللاعبين بالحسابات السلبية التي ظهرت في الساعات الأخيرة، ولكن ذلك لا يعني إهمال البُعد المتمثل بان الأزمة بدأت تثقل بقوة أشدّ على القوى السياسية وخصوصا فريق “8 آذار” الذي بدا في الجلسة الاخيرة مشتَّتاً ولا يملك التبرير المنطقي لتعطيل الانتخابات بعدما بات المرشحان الأساسيان للانتخابات من فريقه.
وفي ظل ذلك تكشف الاوساط ان محطة 14 شباط التي تصادف الاحد المقبل في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري قد تشهد بعض الملامح المتقدمة للملمة فريق “14 آذار” وتبديد الصورة الشديدة السلبية التي لحقت بهذا الفريق جراء اختلاف زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري وجعجع على الملف الرئاسي. اذ تلفت الاوساط الى ان لا الحريري تمكّن من إحداث خرقٍ ايجابي في ترشيحه رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ولا جعجع تمكّن من تسويقٍ ايجابي في ملف الرئاسة عبر ترشيحه لعون، ولو ان رئيس “القوات” نجح في التسويق المتعلق بالمصالحة المسيحية المسيحية التي ستمكّنه من قطف ثمارها.
وفي ظل هذه المعادلات تقول الأوساط نفسها ان المداولات الجارية عبر الاجتماعات التحضيرية لاحياء ذكرى 14 شباط اتجهت في الأيام الأخيرة نحو محاولات جدية للغاية لإعادة الاعتبار الى مبدأ التحالف الذي قام بين قوى “14 آذار”، أقله كمنطلق للتخفيف من الآثار السلبية الواسعة والعميقة التي أصابت صورة هذا التحالف في الأشهر الأخيرة بعد ترشيح كل من فرنجية وعون.
وتقول الأوساط ان اللقاءات التي أُجريت في الرياض بين الرئيس سعد الحريري وشخصيات من قوى “14 آذار” في الأيام الأخيرة تركزت على هذا الجانب تحديداً، مشيرة الى ان بعض هذه الشخصيات لمس ان الحريري ليس في وارد التخلي عن مبادرته في ترشيح فرنجية راهناً ولا في احتمال تأييد ترشيح عون، ولكنه لن يتطرق في الكلمة التي سيلقيها الأحد المقبل الى ترشيحه لفرنجية حصراً بل سيشرح موجبات المبادرة لكسْر أزمة الفراغ مع مفاصل أخرى تتصل بالواقع اللبناني والاقليمي.
وتتوقع هذه الأوساط تبعاً لذلك تبريداً كبيراً في التوترات التي سادت داخل فريق “14 آذار”، الأمر الذي سيكون بمثابة انطلاقة لإعادة تقويم الحسابات الرئاسية من دون القدرة حالياً على توقُّع ما ستؤول اليه هذه المراجعة، علماً ان الأوساط تلفت الى ان العامل الاقليمي المتعلق بالأزمة السورية يبدو على مشارف تطورات ضخمة تتحكم بقوة بمسار الحسابات اللبنانية في ظل ما يحكى عن استعدادات لحملة برية بدفْعٍ سعودي قد تحصل في سورية في مقابل التقدم الميداني للنظام السوري مدعوماً من روسيا وإيران و”حزب الله”.
وتقول الاوساط انه اذا صحّ ان ترشيح فرنجية وبعده عون جاءا بمثابة انعكاس لمرحلة اختلال واسع في التوازنات الاقليمية، فان احتدام “صراع الفيلة” في المنطقة والتطورات المتوقعة اقليمياً قد تؤدي الى انعكاس الصورة بإعادة بعض التوازن الاقليمي مما سيرتدّ على المشهد اللبناني ولو ان الأمر يعني في كل الأحوال إبقاء الأزمة الرئاسية عالقة الى أمدٍ زمني مفتوح.