أعربت أوساط نيابية بارزة لصحيفة ”السياسة” الكويتية عن قلقها البالغ من مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المخالفة للإجماع العربي، والمنحازة بشكل فاضح لسياسة إيران في المنطقة، ولإملاءات “حزب الله” المعادية للعرب، مستغربةً صمت رئيس الحكومة تمام سلام حيالها، وما هو المبرر الذي يقدمه له باسيل في كل مرة؟ وهل هناك سياسة ما أدت لخروج لبنان عن دائرة الإجماع العربي، بعد قرار الإدانة ضدّ إيران، احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في طهران؟.
وسألت الأوساط عن الجهة التي يتلقى وزير خارجية لبنان تعليماته منها، وهل هي مجلس الوزراء، أم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، أو “حزب الله” بشكل مباشر، أو السفير الإيراني في بيروت؟، معتبرة أنّ إصرار باسيل على مخالفة الإجماع العربي، يطرح السؤال، ما إذا كان مجلس الوزراء مجتمعاً يؤيد المواقف التي يتخذها وزير الخارجية أم لا؟ وفي حال كان المجلس معارضاً لهذه السياسة، فلماذا السكوت عن أمر يجعل لبنان خارج الإجماع العربي، ويمكن أن يعرّض مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج العربي إلى قطع أرزاقهم؟
وتمنت الأوساط على الرئيس سلام، حسم هذا الموضوع بأية طريقة، أو إبلاغهم جدوى هذه السياسة، وماذا يمكن للبنان أن يجني منها، معربة عن خشيتها أن يكون باسيل قد بنى مواقفه على معلومات خاطئة، وأن يكون رهانه على عدم سقوط النظام السوري، ما يجعله يتخذ هذه المواقف، معتبراً ذلك انتصاراً للمحور الذي ينتمي إليه من إيران إلى العرق وسورية فلبنان وبذلك يكون قد ضمن مستقبله السياسي، بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، بعد تعذر وصول عمه العماد عون إلى هذا الموقع.
وترى الأوساط أنّ رهان باسيل وغيره على حصول تبدل في سياسات المنطقة، هو رهان خاسر، لأن الواقع العربي لن يتغير، وإنّ مسار الأمور لن يتحول بهذه السرعة لصالح إيران، لأن منطقة الخليج محصّنة أكثر مما يتصور باسيل أو غيره.