حذّرت دوائر سياسية عبر صحيفة “الراي” الكويتية من استمرار الأفرقاء اللبنانيين في ممارسة سياسة “دفن الرأس في الرمال” حيال المخاطر المتعاظمة في المنطقة والتي يزداد انكشاف لبنان عليها في ظلّ الفراغ الرئاسي وعدم التقدير الصحيح للأكلاف التي يمكن ان تدفعها البلاد سواء على صعيد استقرارها او حتى مستقبل “صيغة الحكم” فيها بحال بقي استرهان الرئاسة لنتائج “الحرب العالمية” غير المباشرة الدائرة في الاقليم اللاهب.
وبحسب هذه الدوائر، فإن الأسابيع الأخيرة كرّست سياسياً سقوط اي امكان لـ “فك أسْر” الانتخابات الرئاسية بمبادرات محلية من النوع الذي حمل قطبيْ “14 آذار” اي الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع الى دعم مرشحيْ “حزب الله” والنظام السوري للرئاسة اي النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، اذ حُسم بما لا يقبل الشك ان الحزب ليس في وارد القبول بأي إفراج عن “رئاسية لبنان” إلا في توقيته الاقليمي ووفق دفتر شروطه كاملاً وانه غير معني بأي “جوائز كبرى” لا يكون هو مَن يحدّد كل “الكرات الرابحة” فيها.
واذ تعتبر الدوائر نفسها ان الشغور الرئاسي مرشح لان يستمرّ “لما بعد بعد” 2 اذار المقبل وهو الموعد الجديد لجلسة الانتخاب في البرلمان ولا سيما في ضوء اقتراب الأزمة السورية من مرحلة “تطاحُن” سعودي – ايراني مباشر، فإنها تدعو الى إبقاء الأنظار على الحدود اللبنانية – السورية وسط مخاوف من تطورات بدت التمهيدات لها من خلال “حرب الممرات” بين داعش و”جبهة النصرة”في جرود عرسال والقلمون السوري، فيما توقفت باهتمام عند مخاوف أثارها خبراء غربيون من إمكان ان يفضي ارتفاع وتيرة الضغط الروسي – الايراني على المعارضة السورية في حلب الى”دفرسوارات”مفاجئة عبر مناطق حدودية لبنانية لممارسة ضغط على معاقل النظام السوري.