كشف رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس اقفال 12 في المئة من المؤسسات التجارية اللبنانية في العام 2015، محذرا من «انهيار اقتصادي حتمي بسبب التراكمات الحاصلة والخسائر منذ خمس سنوات«.
كلام شماس جاء في مقابلة خاصة لـ»المستقبل» اثر المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس في مقرّ جمعيّة تجّار بيروت لإطلاق الجولة الخامسة من مسابقة «Grow My Business«، بالتعاون مع «MIT Enterprise Forum« للعالم العربي وبالاشتراك مع بنك عوده.
وقال شماس: «مجلس الوزراء تحدث في جلسته أول من أمس عن الازمة المالية للدولة ومدى خطورتها، في الحقيقة ان المؤسسات الخاصة تعاني من الأزمة نفسها». أضاف: «بالصمت المطبق، كل مؤسسة تمر في فترة خانقة من التعثر المالي بسبب انخفاض رقم الاعمال وارتفاع الاعباء«.
وابدى شماس تخوفه من ان «تكبر كرة الثلج«، وقال: «اقفال المؤسسات بدأ يحصل على نطاق واسع وهو يظهر للعين المجردة في كل المناطق»، معتبرا ان الحلقة الاضعف في هذا الاطار هي المؤسسات الصغيرة». واشار الى ان «هذا الوجع ينتقل حاليا من المؤسسات الصغيرة الى المؤسسات المتوسطة فالكبيرة»، مؤكدا «ان لا احد بمنأى عن تداعيات الازمة الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن التعثر السياسي«.
وبالنسبة للقطاع التجاري، كشف ان «وتيرة اقفال المؤسسات التجارية ترتفع بشكل كبير«، معلنا اقفال نحو 12 في المئة من المؤسسات التجارية في العام 2015«.
وقال شماس: «بحسب احصاءات شركة غلوبال بلو، المعنية باسترداد الضريبة على القيمة المضافة للسياح، فان نحو 12 في المئة من المؤسسات التجارية في بيروت اقفلت عام 2015»، محذرا من استمرار هذا المنحى الانحداري الذي ينذر بكوارث اقتصادية».
وعن المسابقة، قال شماس: «نحن كجمعية نطلع بدورنا كحماة ومدافعين عن القطاع التجاري بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام، مهمتنا الاساسية هي المساهمة في استمرار وبقاء القطاع التجاري وفي مواجهة الصعوبات التي يمر فيها لبنان. وفي الوقت ذاته، رأينا مع بنك عودة ومع «MIT Enterprise Forum« للعالم العربي ان صمود الاقتصتاد اللبناني يمر عبر استحداث فرص عمل حتى في قطاعات بعيدة عن قطاعنا التجاري عبر مسابقة «Grow My Busines الهادفة ليس فقط الى استحداث فرص عمل انما تطوير الشركات الناشئة في لبنان ضمن القطاعات المستقبلية والواعدة«.
واضاف: «خلال الايام السوداء التي يمر فيها لبنان والمنطقة، نواجه ثلاثة ظروف معاكسة: التراجع الاقتصادي في لبنان، هناك تدمير لفرص العمل، النزوح السوري الذي اصبح اشبه بتسونامي يضرب سوق العمل عبر استبدال اليد العمالة اللبنانية بالعمالة السورية، الازمة المالية والاقتصادية الخانقة في الدول التي يتواجد فيها اللبنايين تقليديا لا سيما الخليج وافريقيا التي تدفع جزءا كبيرا من اللبنانيين المتواجدين هناك للعودة الى بلدهم».
وقال شماس: «في المحصلة، الطلب على القوى العاملة ينخفض، فيما العرض يرتفع كثيرا. من هنا، نرى ان التحديات كبيرة جدا ونحن هدفنا مساعدة الشباب اللبناني، الذي يعتبر من افضل وأميز القوى الشابة في العالم، ان يستحدث فيص العمل الخاص به«.
وخلال المؤتمر الصحافي تحدث مدير عام لبنان بنك عوده مارك عوده، فقال: «إنّ «مشاركة المصرف في مبادرة Grow My Business هي تجسيد لاقتناعه الراسخ بأنّ الشركات الصغيرة والمتوّسطة الحجم هي المحرّك الأساسي للاقتصاد اللبناني». اضاف: «بعد مرور ثلاث سنوات على إطلاق هذه المبادرة، يمكننا أن نرى النتيجة الإيجابيّة لدى المشتركين والفائزين الذين وسّعوا أعمالهم وأصبحوا مشهورين، في وقت ساهموا في خلق مزيد من الوظائف. وهذه هي المكافأة التي كنّا نأملها عندما انخرطنا في هذا المشروع.»
واختتمت المؤتمر رئيسة MIT Enterprise Forum للعالم العربي هلا فاضل، ، مؤيّدةً هذا المنحى بقولها: «نحن نتطلّع إلى تعزيز نمو لبنان والشركات اللبنانيّة المبتكرة خلال هذه الجولة الخامسة من المسابقة بالتعاون مع جمعيّة تجّار بيروت وبنك عوده، عارضة بعض الامثلة عن النجاحات التي حققتها الشركات الفائزة بالجائزة.
آلية الاشتراك
ويمكن للراغبين في الاشتراك تنزيل طلب الاشتراك من موقع الإنترنت المُعَدّ لهذا الغرض، www.growmybusiness.me. بعد ذلك تختار لجنة تحكيميّة مؤلّفة من أعضاء بارزين من جمعيّة تجّار بيروت ومن «MIT Enterprise Forum« للعالم العربي وبنك عوده المرشّحين الخمسة عشر بتاريخ 4 آب 2014.
في المرحلة الثانية من الاختيار، يحضر هؤلاء المرشّحون ورشة عمل ممتدّة على يومَين ينظّمها عددٌ من الخبراء والأساتذة وتركّز على كيفيّة إعداد خطّة إنمائيّة ناجحة.
يتمّ تقديم الخطط الإنمائيّة الخمس عشرة إلى اللجنة التحكيميّة التي تختار عندئذٍ المرشّحين الخمسة الأُوَل وتقيّم أعمالهم من خلال عروض شفهيّة.
وفي ضوء هذه الجلسات الإرشاديّة، تعلن اللجنة في تمّوز 2016 إسم الفائز في المسابقة والذي يقدّم له بنك عوده جائزة نقديّة بقيمة 50 مليون ليرة لبنانيّة.