Site icon IMLebanon

الخلافات تزنّر 14 آذار… و”ماذا حلّ بنا؟”

 

كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”: لا احد يحسد قوى 14 آذار في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، على الحال التي وصلت اليها بفعل مساحات التباعد الشاسعة والجدران العالية التي ارتفعت في ما بين أطرافها، مع استمرار عجزها عن تقديم رأي موحد حيال الاستحقاق الرئاسي.

ولم تنفع كل محاولات “عمليات التجميل” لحجب الضوء عن خلافاتها، ولا سيما بين تيار”المستقبل” و”القوات اللبنانية” من دون تقليل أهمية الانتقادات التي تطاول الاخيرة من جهات اخرى مثل حزب الكتائب ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وحلقة المستقلين في التحالف ولا سيما الوزير بطرس حرب. ولم تنجح جهود منسق الأمانة العامة لـ14 آذار وحارس محرابها الدكتور فارس سعيد في جمع ما تبقى من عناصر مشتركة بين هذه القوى التي تخوض قواعدها حروبا مفتوحة في ما بينها.

ولا يقوم سعيد بهذه المهمة على شكل مهمة متطوع في الصليب الاحمر لرأب الصدع بين هذه القوى ومعالجته، بل من اجل الحفاظ على الاهداف التي اقيمت عليها مبادىء 14 آذار وتضحياتها وشلال الدم الذي قدمته.

ومن يشارك في الحلقات الداخلية الضيقة في صفوف هؤلاء الافرقاء، يستمع الى جملة ملاحظات قاسية يرددونها في حق بعضهم، في مؤشر يظهر دلالات التباعد بين هذه القوى. ولن تخفي وجوه المشاركين في ذكرى الرئيس رفيق الحريري هذه المشهدية بعد غد، ولا سيما عندما يلقي الحريري كلمته سواء عبر الشاشة او اذا حضر الى بيروت. وستكون المفاجأة في الحالين مشاركة الدكتور سمير جعجع– أو من يمثله –الذي سيسرق الأضواء اذا حضر على غرار عادته وسيجلس عندها في الصف الامامي الأول، ولن يكون بعيدا من مقعد ممثل فرنجية الذي سيمثله الوزير روني عريجي او الوزير السابق يوسف سعادة. ولا تكشف دوائر “القوات” عن مشاركة جعجع او عدمه لاسباب أمنية ومعطيات تخص الرجل.

وسيقارب الحريري الملف الرئاسي بالطبع، مع ترجيح عدم اعلانه ترشيح فرنجية في ذكرى اغتيال والده، لأنه اذا فعل فسيصدم قيادات 14 آذار المسيحية سواء من كان في قاعة “البيال” او خارجها. وفي معلومات لـ” النهار” ان ثمة من صارح الحريري في الأيام الاخيرة معتبرا انه: “أخطأ بتأييده فرنجية وترشيحه للرئاسة”، الأمر الذي اعطى جعجع ذريعة استثنائية وحضه على تجرع كأس ترشيح عون من معراب.

وتحذر جهات في 14 آذار من أن تقديم الحريري اشارات ايجابية حيال فرنجية في المهرجان سيدفع شخصيات مسيحية مناوئة لرئيس “تيار المردة” الى المغادرة وقفل الصفحة مع “تيار المستقبل”.

وعلى رغم هذا المناخ السوداوي الذي يخيم فوق منازل 14 اذار، ثمة من لا يزال يأمل في تقديم مشهد جامع الأحد على أساس الوقوف في وجه الوصاية الايرانية والاستمرار في الاعتراض على سياسات “حزب الله” في الداخل وسوريا.

وبعد وصول البلاد الى الجدار الرئاسي المسدود، يمارس افرقاء 8 آذار “رياضة استرخاء سياسية”، على رغم عدم توحيد رؤيتهم بين عون وفرنجية. وثمة من يردد لدى هذا الفريق ان الحريري اخذ يفكر جديا بتأييد عون وانه سيتراجع في نهاية المطاف عن خياره تأييد فرنجية، وان قنوات الاتصال بين الحريري و”الجنرال” ليست مقطوعة، في حين تظهر كل المعالم ان لا رئيس للجمهورية قريبا.

وفي المقابل ينشط “حزب الله” في التحرك بين الرابية وبنشعي بعيداً من الأضواء، ومن دون إفصاح عن حصيلة هذه المساعي في انتظار الكلمة النهائية التي سيرسو عليها الحريري حيال الملف الرئاسي الذي يشغله، وهو لم يقرر حتى الآن التمسك بخيار فرنجية او التحرر منه وسط الحصار المسيحي الذي يطوقه من الرابية ورفاقه في 14 آذار الذين سيتساءلون الأحد في ما بينهم: “ماذا حل بنا؟”.

ويرد سياسي غير معجب بـ 8 آذار على هذه النقطة بالقول ان 14 آذار فقدت دورها وتوازنها السياسي ليس في الشهرين الاخيرين، بل عندما خسرت مظلتين كبيرتين دينية وسياسية، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، والنائب وليد جنبلاط. وهذا ما اثبتته السنون الاخيرة في مسيرة هذا الفريق.