Site icon IMLebanon

اتفاق “التيار” و”القوات” لا يحسم فرعيّة جزين

 

 

كتب بيار عطاالله في صحيفة “النهار”:

اتفاق “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على مرشح واحد في جزين لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب ميشال حلو، لا يعني ان رجل الاعمال المخضرم امل ابو زيد اصبح نائباً حكماً رغم صداقته المديدة مع العماد ميشال عون، ذلك ان لمدينة جزين ومنطقتها نكهة خاصة ومناخاً شعبياً مميزا تحتاج مقاربته الى الهدوء والروية قبل الاسترسال في التحليل وبناء المعطيات.

تتصل الانتخابات في جزين بعوامل كثيرة منها المحلية والعائلية البحتة، والتي تبدأ بتمسك ابناء المدينة بالمقعد الماروني ليكون من حصة ابناء بلدتهم، ومنها العوامل السياسية التي تبدأ من الصراع المستحكم بين القوى المارونية على الامساك بناصية الرأي العام الذي يصعب التكهن برد فعله في منطقة جزين التي قدمت فطاحل الى المجلس النيابي ابرزهم جان عزيز وادمون رزق وغيرهما. وهكذا تبدو كثرة المرشحين للانتخابات الفرعية لملء المقعد الماروني الشاغر امراً مفروغاً منه، ويمكن استطراداً تعداد مجموعة من الاسماء التي تجد في نفسها الاهلية الكاملة لملء هذا المقعد، وتبدأ من ميشلين المعوشي ارملة النائب الراحل ميشال حلو، والنائب السابق سمير عازار، ثم رجل الاعمال امل ابو زيد، ومنه الى أمين ادمون رزق، ثم الجنرال المتقاعد صلاح جبران، وكميل سرحال، وروني عون، واخيراً وليس آخراً مرشح “القوات اللبنانية” المحامي انطوان سعد، عدا عن لائحة طويلة من الاسماء التي لم يعلن اصحابها ترشحهم حتى الساعة، مع الاخذ في الاعتبار ان عدد المرشحين في انتخابات 2009 بلغ 22 مرشحاً، تنافسوا على الفوز بأصوات 29225 مقترعا من اصل حوالى 50 الفاً يشكلون الكتلة الناخبة في دائرة جزين. لكن ما بين 2009 و2016 مساحة كبيرة من الزمن وفقدان الحماسة وخلط كبير للاوراق بحيث انقلبت كل التحالفات والتفاهمات.

وفي تحليل المتابعين للوضع في جزين، ان ثمة خمس قوى اساسية تصنع الانتخابات في المدينة: “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب والمستقلون وكتلة الناخبين الشيعة الموزعة بين حركة “امل” في غالبيتها و”حزب الله”، وتالياً فان اتفاق مكونين من الخمسة لا يحسم أمر المعركة بل يترك ظلالاً واسعة وعلامات استفهام كبيرة، وسيكون على المرشح أمل ابو زيد الفوز برضى ثلاثة مكونات سياسية وعائلية لكي يتمكن من حسم الأمر لمصلحته. واستطراداً فان “التيار الوطني الحر” الذي يقوده النائب زياد أسود في جزين، هو صاحب الكتلة الناخبة الاكبر في المنطقة وقد حاز 53 في المئة من اصوات الناخبين في دورة 2009، لكن تلك الارقام ما عادت تنطبق على معادلة 2016 خصوصاً اذا تحالف المستقلون (سمير عازار) مع الكتائب والناخبين الشيعة (حركة “أمل”). وبكلام آخر فان كتلة “التيار” الناخبة لا تؤهله لحسم المعركة منفرداً مع “القوات”، لاسباب عدة اهمها الحاجة الى اقناع قسم لا بأس به من ناخبي “التيار الوطني الحر” في مدينة جزين بالاقتراع لمرشح من خارج حزبهم ومن خارج مدينتهم، وايضاً اقناع الناخبين غير الحزبيين في جزين المدينة بالاقتراع لمرشح من خارج مدينتهم التي يعتبرون النيابة حقاً لها. يضاف الى ذلك الحاجة الماسة الى استنهاض الحماسة للانتخابات الفرعية برمتها، وتأمين عناوين جذابة للحملة، في موازاة ترشح “عونيين” للانتخابات الفرعية ايضاً. لكن يبقى الاهم ان الامور تحتاج الى الكثير من الروية من قيادتي “التيار” و”القوات” في منطقة تلعب فيها العوامل القروية والعائلية والخدماتية الضاربة عميقاً في تكوينها دوراً كبيراً في حراكها السياسي وتشكّل قواها.