إستقبل رئيس الحكومة تمام سلام، بمقر إقامته في ميونيخ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، وبحث معه في الجهود الديبلوماسية المبذولة لمعالجة الأزمة السورية.
واستمع الرئيس سلام من دي ميستورا الى شرح لفكرة وقف العمليات العدائية بين القوى المتحاربة في سوريا للسماح بمرور المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة، والتي أقرت في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي عقد في ميونيخ أمس. كما عرض المبعوث الدولي لمختلف مواقف القوى الدولية الاساسية المعنية بالأزمة السورية.
وعرض الرئيس سلام لـ”العبء الذي يشكله ملف النازحين السوريين على لبنان وضعف المعونات التي يتلقاها لمساعدته على تحمل هذا العبء”.
كما عرض “الوضع الأمني في لبنان والانجازات التي تحققها الاجهزة الأمنية المختلفة في مكافحة الارهاب”.
وأشاد دي مستورا بـ”سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية، ازاء الأحداث الجارية في سوريا”، داعياً إلى “تضافر جهود جميع القوى اللبنانية لحفظ الاستقرار في لبنان”.
واستقبل سلام وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً “تمسك لبنان حكومة وشعباً بتعزيز هذه العلاقات التاريخية”.
وشدّد لودريان على “وقوف بلاده بجانب لبنان، واستمرار دعمها للجيش والقوات الأمنية”، مؤكداً أنّ “صفقة الاسلحة الفرنسية للجيش اللبناني بموجب هبة الثلاثة مليارات دولار من المملكة العربية السعودية ماضية في مسارها”. وأوضح أنّ “شركات التصنيع الفرنسية وضعت قيد التنفيذ طلبيات الجيش، وأن الدفعة المقبلة من المعدات ستكون جاهزة في موعدها المحدد بموجب الجدول المتفق عليه مع الجيش اللبناني”.
وأبدى لودريان قلقه من “عدم استقرار الوضع السياسي في لبنان”، معرباً عن الأمل في “الا ينعكس ذلك على الوضع الأمني”.
كما استقبل سلام وزير الخارجية المصري سامح شكري، وعرض معه “العلاقات اللبنانية ـ المصرية”، مشدداً على “الاهمية التي يوليها لبنان الى دور مصر في الساحتين العربية والاسلامية”.
وعرض شكري “موقف بلاده من الأوضاع الاقليمية، بعد الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية، وأجواء اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي انعقد في ميونيخ”، معرباً عن “استعداد بلاده لمساندة أي جهد من شأنه تعزيز الأمن القومي العربي”.
ثم تحدث عن الوضع السوري، مؤكداً “موقف بلاده الداعي الى حل سياسي شامل”.
وأكد شكري “وقوف مصر الى جانب لبنان ودعمها للمؤسسات الشرعية فيه والأهمية التي توليها للاستقرار فيه”، معلناً “استعداد بلاده لتلبية ايّ طلب تتقدم به الحكومة اللبنانية”.
وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي افتتح اعماله اليوم الجمعة، في حضور حشد كبير من قادة دول العالم، اجتمع سلام بوزير الخارجية الروسي سيرعي لافروف، في حضور اعضاء وفدي البلدين، وكان عرض للعلاقات اللبنانية ـ الروسية والوضع الاقليمي.
وأعرب لافروف عن تقديره “للجهود الشخصية التي يبذلها سلام على رأس الحكومة اللبنانية في ظل الفراغ الرئاسي، وقدرته على الحفاظ على استقرار الاوضاع في ظروف صعبة”.
من جهته، أشاد سلام بـ”العلاقات اللبنانية ـ الروسية”، وشكر لروسيا “مساهمتها في ترحيل النفايات من لبنان لمعالجتها في محارق روسية”.
وأكد لافروف “وقوف بلاده بجانب لبنان واستعدادها للقيام بكل ما يلزم لمساعدته”، مستفسراً عن الانتخابات البلدية في لبنان. وأمل في حصولها في موعدها، مشدّداً على “دعم بلاده للمؤسسات الشرعية اللبنانية، وبالأخص ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”.
واستقبل سلام وزيرة الشؤون الاوروبية والعلاقات الخارجية في مقاطعة بافاريا بياتي ميرك، التي أبدت اهتمامها بالاوضاع في لبنان، مشيرةً الى “بدء العمل بمشروع بناء مدرسة مهنية في البقاع بتمويل من بافاريا بقيمة 300 ألف يورو”.
كذلك، عرض سلام مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، للاوضاع في المنطقة والجهود التي تبذلها سلطات كردستان لمحاربة تنظيم “داعش”. وتطرق البحث الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان وكردستان والعبء الذي يشكله ذلك على الدولة اللبنانية وسلطات الاقليم.
وأثار سلام “دور الجالية اللبنانية العاملة في كردستان التي تساهم في نهضة الإقليم”، فأشاد البارزاني بـ”النجاحات التي تحققها الجالية”، مؤكداً انّ “اللبنانيين في كردستان في أمن وأمان برعاية سلطات الاقليم”.