كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار:
استعاضت بكركي عن اللقاء المسيحي الوزاري من أجل تعزيز الوجود المسيحي في الوزارات والادارات العامة، بلقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كل وزير أو معني على حدة. لم تتناول اللقاءات الموضوع المسيحي في الإدارات فقط، بل تجاوزته الى الملف الرئاسي.
رغم كثرة اللقاءات التي عقدها البطريرك، تشدد بكركي على أنها لا تريد اعتبار القضية كأنها مسيحية – إسلامية، بل هي ميثاقية وشراكة فعلية، وتريد توازنا حقيقيا من دون أي مزايدات من أحد، تفادياً لأي شعور بالغبن والإقصاء.
انطلاقا من هذه الميثاقية، رئاسة الجمهورية همّ كبير بعدما طال الفراغ الرئاسي، لكن بكركي يهمّها الإجماع المسيحي في الدرجة الاولى. “بعد الاتفاق التاريخي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تغيرت المعادلة، ولوحظ ثقل مسيحي معين. لذا لا أحد يستطيع تخطي هذا الاتفاق، حتى ان اي طرف خارجي او محلي لا يوافق على أن يكسر الإرادة المسيحية أو يتجاهلها”، وفق النائب البطريركي المطران بولس الصياح. وهذا يعني أن البطريرك الراعي يحاول تقريب وجهات النظر مسيحياً في الموضوع الرئاسي، انطلاقاً من اتفاق العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. فالمصالحة مباركة ونقلت الموضوع الى مكان آخر، لذا يتم العمل على أمر ما او تسوية ما على نار هادئة.
وعلمت “النهار” أن “التيار” و”القوات” بحثا مع البطريرك في أفكار عملية تؤدي الى ترجمة الاقوال بالافعال، واتفقا على متابعة التواصل لتوحيد الموقف المسيحي. وعلم أن البطريرك سيستكمل اتصالاته في هذا الشأن في اليومين المقبلين، وقد يلتقي القيادات المارونية، بعدما زار فرنجيه الراعي أمس وتداولا الموضوع الرئاسي.
ووفق منطق الكنيسة التي تنطلق دائماً من الاتفاق، مهما جاءت نسبة الإحصاءات (٨٥ في المئة)، من المعروف ان “التيار” و”القوات” يمثلان الأكثر مسيحياً، مما يعتبر شبه إجماع مسيحي. فالمعيار هو المواءمة بين الديموقراطية والميثاقية. وتبعا للمعلومات، إن سفارات عربية وغربية توقفت عند
نتيجة الإحصاءات وطلبت نسخة منها.
والواقع أن جمع الأقطاب في بكركي هدف يعمل عليه البطريرك. فهو لا يكلّ ولا يملّ، ويؤمن بضرورة وجودهم معاً. لكن قبل محاولة جمعهم، يعمل على الموضوع افرادياً كي تكون نتيجة جمعهم إيجابية، خصوصا أن بكركي تدعو الى توافق جميع المسيحيين في الدرجة الاولى، على أن يحصل لاحقاً توافق وطني تحقيقاً للشراكة الفعلية. علما أن هناك تحفظات عما يسمى الأقطاب الأربعة، إذ باستثناء المكونين المسيحيين الاقوى، هناك شخصيات مسيحية متعددة لها تمثيل وازن على الساحة المسيحية.