ذكرت الوكالة “المركزية” أنّه بات شبه مؤكد أنّ الرئيس سعد الحريري سيعلن في خطابه المنتظر غدا، في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في البيال، موقفا من الاستحقاق الرئاسي يكرّر فيه تمسكه بالتسوية الباريسية التي تبنّى بموجبها ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. كلام رئيس تيار “المستقبل” لن يحمل أي مفاجآت على هذا الصعيد، اللّهم الا اذا خالف كل التوقعات التي ترجّح منذ أكثر من أسبوعين أن يجدد تمسكه بورقة المبادرة التي أطلقها!
واذا كان إعلان الحريري رسميا ترشيح فرنجية مستبعدا، فإن مجرد بقاء زعيم التيار الازرق على موقعه على خارطة الاصطفافات السياسية “الرئاسية”، وعدم انتقاله الى ضفة داعمي ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، بعدما بات السباق محصورا بين الاخير وزعيم “المردة”، سيُدخل الاستحقاق في مرحلة جديدة، حسب أوساط نيابية مستقلة، تكون سمتاها الاساسيتان الجمود والركود، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية ستنتقل رسميا بعد 14 شباط الى حالة “ستاتيكو” يصعب التكهن في مدّتها.
وفي معرض شرحها لاسباب الواقع هذا، تقول الاوساط لـ”المركزية” إن العماد عون الذي أراحه تفاهم معراب ودعم القوات اللبنانية له، كما تمسُّك “حزب الله” بترشيحه الى النهاية وفق ما أعلن أمينه العام السيد حسن نصرالله، يشعر اليوم بأن حظوظه الرئاسية الى ارتفاع. لكن العامل الأقوى الذي يجعل عون مطمئنا أكثر من أي وقت مضى، جذوره اقليمية، وسوريّة تحديدا، حيث أن التقدم الذي تحقّقه قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي في الميدان، يقرأه “الجنرال” بايجابية مطلقة لانه يرى فيه مؤشرا الى ان الامور تسير لصالحه… أمام هذا المشهد، تقول الاوساط ان عون ليس في وارد التنحي ويعوّل اليوم على عامل الوقت الكفيل، في نظره، بإيصاله الى قصر بعبدا.
في الضفة الاخرى، لا يبدو رئيس “المردة” أقلّ إصرارا على مواصلة السباق الرئاسي. وتشير الاوساط الى أن فرنجية، كما يصفه المقربون منه، ليس من النوع الذي يلين أو يتراجع بسهولة. وعليه، فانه سيتحصّن في المرحلة المقبلة، بأكثرية الاصوات التي يحظى بها في البرلمان، على قاعدة “كيف ينسحب من يملك 70 صوتا لصالح من له 40″، ليستمرّ في ترشيحه.
وتقول الاوساط ان “حزب الله”، مايسترو 8 آذار، الذي قرر المضي في التزامه “الرئاسي” مع العماد عون وأعلن مقاطعة جلسات الانتخاب الى حين التوصل الى اتفاق يحمل “الجنرال” الى سدة الرئاسة، ليس في وارد التوسط لدى فرنجية، لاقناعه بالانسحاب لصالح عون، وبالتالي فان تعطيل النصاب الانتخابي مستمر تماما كما المراوحة.
وفي حين تشير الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حاسم في عدم انتخاب العماد عون ويدعم فعليا فرنجية، ما يزيد 8 آذار إرباكا، تتحدث الاوساط عن أكثر من طرح قد يكسر الستاتيكو الرئاسي، منها احتمال تراجع فرنجية، بيضة القبان في المعادلة، عن ترشيحه، لكن مقابل ثمن ما، سيتظهر في الوقت المناسب، علما ان ثمة مساعي تبذل اليوم لجمع عون وفرنجية. إقتناع عون باستحالة وصوله الى بعبدا، وبالتالي تنحيه مقابل ثمن أيضا، قد يكون اشتراطه تسمية المرشح الجديد ويكون من خارج الاقطاب الموارنة الاربعة. وأخيرا، احتمال تخلي الحريري عن تسوية باريس بعد أن يلمس انها لن تضع حدا للشغور، واعلانه دعم ترشيح عون، ما يضع “حزب الله” أمام امتحان جدية التزامه بتأييد الجنرال، حسب الاوساط.