Site icon IMLebanon

الذبّاحون يتعانقون في العسكرية

 

كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”: كان آل الميقاتي القاسم المشترك في ست جلسات في المحكمة العسكرية. القائد الأكبر أحمد سليم الميقاتي الملقب بـ “أبو الهدى” وولده عمر وابن شقيقه بلال المتهم بذبح العسكري الشهيد علي السيد، حضروا لاستجوابهم بتورطهم في تهم عدة متعلقة بأحداث طرابلس والضنية وإعلان الشمال عاصمة أصولية وقتل ومحاولة قتل مدنيين وعسكريين.

لكن خمس جلسات لم تعقد لعدم اكتمال نصاب المتهمين ووكلائهم، فيما حوّلت السادسة للمرافعة. لكن “أبو الهدى”، وبخلاف مثوله الصامت في الجلسات السابقة، فجّر غضباً مكتوماً بسبب احتجازه في سجن الريحانية وإجباره على ارتداء لباس السجناء الكحلي المطرز بالأحمر على الخصر والأكتاف. وجدها كبيرة جداً عليه، من ناصر “داعش” من الشمال وأراد وصل القلمون ببحر طرابلس واحتلال بلدات في قضاء الضنية لإنشاء إمارة إسلامية وخطط لزرع متفجرات ضد عناصر من الجيش و”حزب الله” وتجنيد العشرات وإيواء مطلوبين وتحريض عسكريين على الإنشقاق… صاحب السجل الإرهابي الحافل، بدا هزيلاً بلحية بيضاء طويلة يستجدي عطف رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم. سأله قائلاً: “إلى متى سأبقى في الريحانية؟. أليس ظلماً أن أكون في مكان وابني عمر في مكان آخر”.

ولفت إلى أن وكيلته تقدمت بطلب نقله من الريحانية، ولم يبت حتى الآن. شكا كيف “أنام منذ ستة أشهر (أوقف في تشرين الأول 2014 واحتجز في سجن رومية قبل نقله إلى الريحانية بعد الإجراءات الأمنية في المبنى دال) على فرشة إسفنج في غرفة مظلمة لا تدخلها الشمس والهواء، وإذا رفعت صوتي بالصلاة وتلاوة القرآن يطلبون مني خفضه. حتى العطسة أخنقها في صدري”، مشيراً إلى أنه “مريض وأتناول يوميا خمسة أدوية، فيما الطعام غير لذيذ وكلما أكلت أشعر بألم في المعدة. صرت أشتهي المربى والحلاوة”. لكن مثار شكواه الأكبر، لباسه. “أنظر كيف ألبسوني هذا اللباس. هيدا غوانتانامو لبنان. الفرق هو اللون الكحلي”. وانتهى إلى أنه “صدقاً أشعر بالظلم من دولتي”. آزره ابنه عمر في موال الأنين. أبو هريرة قال: “أنا محروم من أبي ولم أره منذ سنتين. إذا أردت أن أغمره فيكون ذلك بوجود العناصر الأمنية ولخمس دقائق فقط (عند تلاقيهما في جلسات العسكرية). ما عم إشبع منه وأمي مضّطرة لزيارة كل واحد في مكان سجنه (عمر وبلال موقوفان في رومية)”. إبراهيم سمح للميقاتيين بالإختلاء في غرفة جانبية بعد انتهاء الجلسة لمدة خمس دقائق. استغل بلال الفرصة وطلب أن يسلم على عمه الذي تقدم منه وهو في القفص وقبله خمس قبلات على وجنتيه.

وبعد جلسات استجواب عدة، وصل إلى مرحلة الحكم ملف أحداث طرابلس والإنتماء إلى مجموعة مسلحة شاركت في جولات القتال وتسببت بقتل مدنيين وعسكريين. المتهمون فيه 39 أبرزهم أبرز سعد المصري وزياد علوكي واحمد وبلال وعمر الميقاتي وحاتم جنزرلي وأحمد سعود وخضر فضة وعلي عيد. وحكمت المحكمة على احمد ميقاتي بالأشغال الشاقة لثلاث سنوات وأبطلت التعقبات بحق المصري وعلوكي لسبق الملاحقات. اما عيد فحكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.

وختم رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل إبراهيم استجواب عناصر خلية بلونة المتهمة بإطلاق أربعة صواريخ غراد من بلونة الكسروانية باتجاه الضاحية الجنوبية ومحاولة إطلاق أربعة صواريخ أخرى من عرمون باتجاه الضاحية. في معرض روايته، قال المتهم الرئيسي الموقوف السوري محمد جمال اسماعيل إن مواطنه المخلى سبيله محمد الديكوير اختطف في الضاحية الجنوبية. ادعاء دعمه الموقوف الثالث السوري بسام الكعكي (يملك محل خرضوات وأنكر أنه تاجر سلاح) الذي أكد أنه عائلة الديكوير أبلغته بأن ابنها فقد في منطقة الليلكي. “دقيت لأحمد الحريري واللواء أشرف ريفي وأبلغتهما بتوقيف الديكوير”، قال الكعكي وسط دهشة الحضور. وأرجئ الملف إلى 4 أيار المقبل للمرافعة ونطق الحكم.