ذكرت صحيفة “الأخبار”انه لم يعد يسع رئيس مجلس النواب التفاؤل، ولا الايحاء به حتى، في ظل هذا الايصاد على انتخاب الرئيس وانقسام الكتل والافرقاء بين مرشحين معلنين، جهر كل منهم بتأييد احدهما، لكن دونما الذهاب الى مجلس النواب لانتخابه.
في اعتقاد بري ان فضيلة الشغور ــــ ان صح ان ثمة فضيلة فيه ــــ انه افضى في المحطة الحالية من الانقسام السياسي الداخلي الى ما يصح تسميته “فرط” قوى 8 و14 آذار على السواء: لا قوى 14 آذار لا تزال كما هي، ولا الفريق الآخر كذلك. الا اننا رغم هذه الايجابية لم نتمكن من انتخاب رئيس الجمهورية.
ومع انه، على مرّ سنين طويلة على رأس السلطة الاشتراعية، حضر تمديدين لرئيسين للجمهورية هما الياس هراوي واميل لحود، وانتخابين لرئيسين هما لحود وميشال سليمان، شاء حظ ولايته الطويلة هذه ان لا يعبر استحقاق رئاسي، تحت وطأة وجود سوريا في لبنان او اندلاع ما يشبه حرباً داخلية، لا يمر بتعديل دستوري شأن ما رافق تمديدي 1995 و2004 وانتخاب 1998، او ان يُنتخب رئيس خلافاً للاحكام الدستورية بالقفز فوق تعديل الدستور كانتخاب 2008.
شاء حظ ولاية بري ان تسجل سابقة لم يعرفها اي من اسلافه: رقم قياسي في تحديد مواعيد الجلسات: انتخب سليمان في الجلسة الـ20، ولا احد يعرف رقم الجلسة التي ستلي الرقم 36 ويُنتخب في ظلها الرئيس المقبل.
منذ اخفقت ما يعدّه جهود الافرقاء المحليين في التوصل الى “حل لبناني” لانتخابات الرئاسة، يحيل رئيس المجلس سائله على احداث المنطقة التي من شأن اي تطور ايجابي فيها ان ينعكس ايجاباً على الوضع الداخلي، وعلى الاستحقاق خصوصاً. الا ان رئيس البرلمان بات اكثر اهتماماً بمراقبة عمل حكومة الرئيس تمام سلام. يبدي ارتياحه الى قرارات الجلستين الاخيرتين، ويلاحظ انها انجازات في ملفات بدا انه يصعب التوافق عليها: ترحيل النفايات، الدفاع المدني، القرارات المالية، الكلام المرحب باجراء الانتخابات البلدية والاستعداد لها. صار الرجل اكثر اطمئناناً الى تماسكها هذه المرة، واصرارها على المضي في جلسات بلا اسباب لتعطيلها. احد ابرز المؤشرات واقربها انسحاب وزير العدل اشرف ريفي من جلسة الخميس بلا ضجيج من تياره السياسي، اذ كان في المقلب الآخر من هذا الموقف.