Site icon IMLebanon

الحريري في بيروت!

 

 

وصل الرئيس سعد الحريري فجرا الى بيروت للمشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

إلى ذلك، أكدت اوساط وثيقة الصلة بتنظيم احتفال البيال لـ”النهار” ان الحضور الرسمي والحزبي والسياسي سيكون على مستوى معاني الذكرى ودلالاتها الكبيرة بمعنى ان جميع قوى ١٤ آذار ستتمثل في الاحتفال وكذلك قوى من خارج تحالف ١٤ آذار كالتيار الوطني الحر وتيار المردة وآخرين بالاضافة الى مستقلين .

واشارت الى ان احتمال غياب قادة معينين عن الاحتفال كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لن يحجب الحضور الحزبي والنيابي القواتي الواسع للاحتفال الامر الذي يعني ان احياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري لا يتأثر بتباينات ظرفية حول الموضوع الرئاسي وهو المشهد الذي ينتظر ان يكرسه المهرجان .

وفي هذا السياق لفتت مصادر بارزة في قوى ١٤ آذار الى انها من دون استباق اطلالة الرئيس سعد الحريري وما ستحمله لا تستبعد ان تكون حركة المشاورات الكثيفة التي حصلت اخيرا استعدادا لاحياء هذه الذكرى قد ادت الى تبريد الأجواء الملبدة بين بعض مكونات قوى ١٤ آذار ولو ان الامر لم يرق الى المستوى المطلوب من اعادة توحيد الموقف والرؤية حيال الترشيحات الرئاسية . اذ انه بحسب قول هذه المصادر ل” النهار ” ليس منطقيا توقع عودة كل من الرئيس الحريري والدكتور جعجع عن مبادرة او خيار بحجم ترشيح الاول للنائب سليمان فرنجية وعقد الثاني تفاهم معراب مع العماد ميشال عون وتبني ترشيح الثاني للرئاسة بشطبة قلم . فالامر ليس مطروحا الان من هذه الزاوية ولو ان الترشيحين أحدثا ما احدثاه من تداعيات ولكن المطروح بعد الكلمة التي سيلقيها الرئيس للحريري سيتركز على الوسيلة الافضل لتنظيم التباينات داخل تحالف ١٤ آذار ما دامت كل قواه تشدد تكرارا على تمسكها به بل وتعترف بان الحاجة الوطنية لاستمرار هذا التحالف غدت اكبر من اي وقت مضى .

ولذلك تضيف المصادر نفسها ان اليوم الذي ستحيى فيه سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تركه بمشروعه الكبير للبنان وإعماره وسلمه وتطوره سيشكل الحافز الاكبر لدفع الامور نحو لملمة صفوف كل الذين ساروا معا في مشروع الدفاع عن دولة المؤسسات خصوصا في ظل الاخطار الحقيقية الضخمة التي تتهددها جراء الفراغ الرئاسي .

ولفتت المصادر في هذا السياق الى المواقف التي دأب نائب الامين العام ل” حزب الله ” الشيخ نعيم قاسم في اليومين الاخيرين والتي تكرس في رأيها مقولة “اما مرشحنا واما الفراغ” الامر الذي يضع حدا لكل وهم او رهان على انفراج وشيك في الازمة الرئاسية . اذ ان الشيخ قاسم قالها بوضوح ” اننا نريد الرئيس الذي اسمه معلن بالنسبة إلينا والذي يطمئن المقاومة ولن نقبل الا به “. وهو بذلك يكرس الخط البياني الذي سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان أعلنه في كلمته الاخيرة علما انه من غير المستبعد ان يتناول نصرالله الاستحقاق الرئاسي مجددا في الكلمة التي سيلقيها مساء الثلثاء المقبل في الذكرى الثامنة لمقتل القائد الأمني والعسكري في الحزب عماد مغنية.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة “السياسة” أن رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري سيلقي كلمة، في الذكرى الـ 11 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قاعة البيال، يتطرق فيها إلى عدد من الملفات الداخلية والإقليمية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي وموقف تياره منه، في ظل استبعاد إعلانه ترشيح النائب سليمان فرنجية، لكنه سيؤكد تمسكه بمبادرته الرئاسية مادام أن لا بديل عنها، في مقابل حرصه على وحدة 14 آذار، والإبقاء على تماسكها وتضامنها في مواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان.

وشددت مصادر قيادية في “تيار المستقبل” على أن الحريري لن يقبل بإملاءات “حزب الله” ولن يرضخ لشروطه في “تعيين” رئيس جديد للجمهورية، أو أن يُصار إلى فرض الرئيس على اللبنانيين كما يريد هذا الحزب وبعض حلفائه.

وأكدت المصادر لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن الحريري ما زال على موقفه بدعم المرشح الذي يتفق عليه المسيحيون، سواء كان سليمان فرنجية أو غيره، لكنه يرفض تجاوز الآلية الدستورية في انتخاب رئيس الجمهورية.

وأضافت أن الحريري متمسك أكثر من أي وقت مضى باستمرار انتفاضة الاستقلال، مؤكدة أنه يعتبر أن التفريط في الإنجازات التي حققتها، بمثابة اغتيال ثانٍ لرفيق الحريري لن يسمح به مهما كلّف الأمر.

ولفتت إلى أن الحريري سيتابع رسالة والده الشهيد في السير بلبنان إلى بر الأمان وتفعيل عمل المؤسسات واستكمال تطبيق اتفاق الطائف وحماية العيش المشترك والتمسك بالمناصفة وتوفير كل الدعم المطلوب للجيش والقوى الأمنية، في مواجهة الدويلة وقوى الأمر الواقع.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الانباء” الكويتية انه تجنبا لردود فعل جمهور “المستقبل” عند وصول “الحلفاء الألداء” سلبا او ايجابا، عمدت قيادة المستقبل الى تقليص الدعوات هذه السنة وحصرها بأقرب المناصرين الذين بالامكان ضبط ادائهم بالهتاف او التصفيق تجنبا للمبالغة بالترحيب او عكسه.

ومن هنا غيّبت بعض المناطق والاحياء في بيروت وطرابلس، وابرز المستبعدين عن الدعوات النائب خالد الضاهر المعلّق لارتباطه بكتلة نواب المستقبل.

بدورها كتبت صحيفة “المستقبل”: يحيي تيار “المستقبل”، الذكرى السنوية الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، في مشهدية وطنية جامعة في مجمع بيروت للمعارض “البيال”. أكثر من خمسة آلاف دعوة ما بين الشخصيات الرسمية وفاعليات وقطاعات ومنسقيات، وزعها “المستقبل” على المناطق اللبنانية قبل أيام من المهرجان، بحيث كانت مكاتب “المستقبل” المركزية ومنسقياته في المناطق خلية نحل تحضيراً لهذه المشهدية التي تليق بالرئيس الشهيد وبذكراه التي ما زالت حية بعد أحد عشر عاماً في عقول وقلوب كل محبيه في لبنان والعالم، تجسيداً وتأكيداً لشعار الذكرى العاشرة العام الماضي “عشرة… مية… ألف سنة… مكملين”.

تحت شعار “الحق معك… واليوم أكثر”، سيتجمع أحباء الرئيس الشهيد في ذكراه الحادية عشرة، لتجديد العهد والوعد بمتابعة المسيرة مع نجله الرئيس سعد الحريري يداً بيد، وليستذكروا قصة رفيق الحريري مع الحق الذي لم يستشهد معه في 14 شباط 2005 بل ما زال مستمراً مع كل الأحرار الذين انتفضوا على الوصاية السورية وما زالوا بعد أحد عشر عاماً يقاومون مدنياً وسلمياً من أجل تحقيق مشروع الرئيس الشهيد، وما زالوا يقاومون باعتدالهم لكي يبقوا على صورته التي هي صورة لبنان المستقبل. فجمهور الرئيس الشهيد لم ييأس وبالرغم من كل الأزمات التي مرت عليه، بقي متمسكاً بمشروعه وبشعار “لبنان أولاً”، وهو على يقين بأن كل ما كان يقوله ويسعى لأجله هو الحق، وما يحصل اليوم يؤكد أهمية وجود هذا الحق، فقد كان همه الأول والأخير الدولة والمؤسسات والعيش الكريم لكل أطياف الشعب اللبناني من دون تمييز.

وتأخذ المناسبة هذا العام طابعاً متميزاً عن بقية السنوات شكلاً ومضموناً، كونها تشكل مرور عقد وسنة على اغتيال الرئيس الحريري. ويتميز برنامج المهرجان بأنه يأتي من وحي أفكاره وخطاه، لجهة حب الحياة والعدالة والاعتدال والإيمان ببناء دولة ومستقبل للشباب.

ويتضمن برنامج الاحتفال فقرات متنوعة، ويحتوي على قطع فنية وطنية من وحي المناسبة ستؤديها فرقة “كورال الأنطونية”، وفيلم وثائقي عن الحق الذي كان يسعى لأجله الرئيس الشهيد، ويختتم بكلمة سياسية للرئيس سعد الحريري.

أما القاعة فتتسع لأكثر من ستة آلاف شخص، ووضعت في وسطها شاشتان عملاقتان محاطتان بصور للرئيس الشهيد ورفاقه الشهداء من ثورة الأرز مع شعار الذكرى “الحق معك… واليوم أكثر” والى جانب المنصة أيضاً، مكان مخصص لفرقة الكورال التي ستقوم بتقديم أغانٍ وطنية من وحي المناسبة.

والمواقف باتت جاهزة لاستقبال سيارات الشخصيات والمدعوين الرسمية منها والعامة، ووضعت وسائل نقل خاصة بتصرف المنظمين لنقل الشخصيات والجمهور من المواقف الى مداخل القاعة. كما يشارك شابات وشباب من قطاع الشباب في تيار “المستقبل” وكشافة “لبنان المستقبل” وكوادر من منسقيات التيار في المناطق في تسهيل أمور المدعوين داخل القاعة وخارجها.

وأوضحت مسؤولة العلاقات العامة في مكتب الرئيس سعد الحريري، أسمى إندراوس، في حديث لصحيفة “المستقبل” أمس، أن “المشهدية هذا العام ستعود الى الأصل، الى رفيق الحريري”، مشيرة الى أن “وجه الرئيس الشهيد سيكون حاضراً بقوة في القاعة كما هو حاضر في قلوب جمهوره ومحبيه وعقولهم ووجدانهم، الى جانب صور رفاقه الشهداء في ثورة الأرز”.

وأشارت الى أن “شعار الذكرى هذا العام “الحق معك… واليوم أكثر”، للدلالة كم كان الحق مع رفيق الحريري عندما فهم لبنان قبل أن نفهمه نحن، واليوم ندرك أكثر كم نحن بحاجة إليه في ظل هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة، والجميع اليوم، الخصوم قبل الحلفاء، يتفقون على أن الوضع بعد استشهاد الرئيس الحريري ذهب نحو الأسوأ”، مؤكدة أن “هذا الشعار اليوم للدلالة على أننا ما زلنا نتتظر الحق والعدالة والحقيقة في جريمة اغتياله، وما زلنا ننتظر ما ستؤول اليه الجلسات التي تجريها المحكمة الدولية اليوم مع الشهود والأخصائيين في عالم الاتصالات والمتفجرات وغيرهم”.

وكشفت إندراوس أن “اللون الأزرق الغامق سيطغى على كامل القاعة”، لافتة الى أن “هناك توقعات بمشاركة كبيرة من المناطق والقطاعات، والأخبار التي تصلنا من هناك جيدة جداً، وتم تجهيز القاعة بأكثر من أربعة آلاف وخمسمائة كرسي ما بين شخصيات رسمية وفاعليات وكوادر من المناطق”.

وعن الجديد في برنامج الذكرى هذا العام، قالت: “هذه السنة سيشارك كورال الأنطونية الذي سيؤدي النشيد الوطني اللبناني وأغان وطنية من وحي المناسبة، بناء على طلب الرئيس سعد الحريري بضرورة وجود فقرات تؤكد على العيش المشترك والتعايش بين اللبنانيين. كما سيتضمن البرنامج فيلماً وثائقياً عن الرئيس الشهيد ومواقفه الوطنية في الأيام الصعبة التي مر بها البلد”. وشددت على أن “الفكرة هذا العام أن لا يكون البرنامج طويلاً كما السنوات السابقة، لأن الجميع اليوم بانتظار الكلمة السياسية للرئيس سعد الحريري وهي الكلمة الوحيدة في هذه الذكرى”.

ولفت الأمين العام المساعد لشؤون الفعاليات التمثيلية في تيار “المستقبل” صالح فروخ، الى أن “التحضيرات اكتملت على أكمل وجه، وباتت قاعة البيال جاهزة لاستقبال جمهور رفيق الحريري ومحبيه”، وقال: “من خلال هذه الذكرى نقول إنه في كل يوم رفيق الحريري حاجة وطنية وعربية ودولية خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها اليوم، فهمه الأساس أينما ذهب حول العالم وفي أي اجتماع يعقده داخلياً وخارجياً كان لبنان واللبنانيين بالدرجة الأولى، فهو كان يتنازل من أجل البلد الذي كان بمثابة أولوية أساسية بالنسبة اليه، ولا يزال كذلك بالنسبة الى حامل الأمانة الرئيس سعد الحريري الذي ما زال جل همه مصلحة لبنان واللبنانيين أولاً وأخيراً”.

وفي شأن التنظيم داخل القاعة وخارجها، أشار فروخ الى أن “كوادر من مختلف منسقيات تيار المستقبل في المناطق ومن مركزية التيار وقطاع الشباب فيه وكشافة لبنان المستقبل، هم من سيتولون تسهيل وصول المواطنين والسهر على راحتهم داخل القاعة وخارجها”، موضحاً أن “هناك تنسيقاً بيننا وبين القوى الأمنية لتسهيل وصول الناس الى مجمع البيال والخروج منه بكل راحة ومن أجل حفظ أمن المشاركين في الذكرى من شخصيات رسمية ومواطنين”.