عادت قاعدة “أنجرليك” الجوية إلى واجهة الأحداث، بعد تصريحات سعودية بشأن عزم المملكة ضرب تنظيم “داعش” المتطرف في سوريا والعراق انطلاقا من هذا الموقع العسكري الضخم الواقع في محافظة أضنة التركية.
وستنضم الطائرات السعودية إلى أسراب من مقاتلات تركية وألمانية وبريطانية تابعة لحلف الناتو موجودة في القاعدة، التي تستوعب حظائرها 57 مقاتلة حربية.
وفي القاعدة، مدرّجان لهبوط الطائرات وإقلاعها، ويبلغ طول الأول 10 آلاف قدم، بينما يبلغ الثاني 9 آلاف قدم، وفق موقع” غلوبل سكيورتي”.
وتضم أنجرليك إلى جانب المنشآت العسكرية، مدينة متكاملة للعاملين فيها وعائلتهم.
وبدأت علمية بناء القاعدة تحت إشراف أميركي عام 1951 وانتهت بعد 4 سنوات، وشكلت نقطة انطلاق للعديد من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم طوال عقود، فضلا عن استخدامها أميركيا كمركز تخزين إقليمي.
وعام 1954، وقع الأتراك والأميركيون اتفاقا من أجل الاستخدام المشترك للقاعدة، التي أطلق عليها في البداية اسم ” قاعدة أضنة الجوية”، ليتغير لاحقا إلى الاسم الحالي الذي يعني “شجرة التين” بالتركية.
ويسهّل موقع القاعدة المهام أمام الطائرات التي تقلع منها، فهي قريبة من روسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا)، وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
ولا تبعد أنجرليك سوى 100 كيلومتر من الحدود السورية، ونحو 30 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط.
واتخذت القوات الأميركية أنجرليك قاعدة لاحتواء الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة، وللاستجابة للأزمات التي تنشب في الشرق الأوسط.
فعندما تدخل الجيش الأميركي في لبنان عام 1958، بعد طلب من الرئيس كميل شمعون، جاء الجنود الأميركيون عبر هذه القاعدة التركية.
وفي حرب الخليج عام 1991، كانت القاعدة نقطة انطلاق طائرات التحالف الدولي لضرب القوات العراقية التي اجتاحت الكويت، ولاحقا كانت الطائرات تنتطلق منها لفرض حظر الطيران على شمال العراق وجنوبه.
وعلى إثر هجمات 11 أيلول عام 2001، أقعلت الطائرات الأميركية منها لقصف مواقع تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان.
وفي تموز 2015، سمحت الحكومة التركية لواشطن باستخدام القاعدة لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، بعد 3 أيام من هجوم دام شنه التنظيم المتطرف داخل تركيا وأسفر عن سقوط 33 قتيلا.