IMLebanon

إيران تسبح ضد التيار في أسواق النفط

IranOil5

صبري ناجح

في وقت تسعى فيه دول أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) للحفاظ على الأسعار دون مزيد من الانهيار، والمساهمة في دفعها نحو الصعود، مثل الإمارات والعراق، اللذان أعلنا مؤخرًا بحث تخفيض الإنتاج، أعلن مسؤول إيراني أمس السبت، أن طهران ستشحن أربعة ملايين برميل من النفط الخام على ناقلات متجهة إلى أوروبا خلال أربع وعشرين ساعة، الأمر الذي أثار عدة تساؤلات حول مدى قدرتها على التنفيذ، فضلاً عن أن إيران تسبح ضد التيار الذي تنتهجه معظم الدول الأعضاء في أوبك.

وكان وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن حمد المزروعي، قال: إن أوبك «مستعدة لإجراء محادثات مع الدول المنتجة من خارج المنظمة بخصوص خفض إنتاج الخام عالميًا».
وقال وكيل وزارة النفط العراقية فياض حسن النعمة إن بلاده «على استعداد للتعاون مع البلدان المصدرة للنفط في أوبك بالتوصل إلى تحديد سقف لإنتاجها من الخام يعيد التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية»، مضيفًا أن «وزارة النفط العراقية أبدت في مناسبات عدة تأييدها للتوجهات بشأن خفض إنتاج الخام عالميًا وتنفيذها في أقرب وقت لدعم اقتصادات البلدان المنتجة والاقتصاد العالمي».
وأشار النعمة إلى أن «العراق يصدر حاليًا أكثر من 8.3 مليون برميل يوميًا فيما يزيد إنتاجه على 5.4 مليون برميل يوميًا ويأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية (من حيث إنتاج النفط في أوبك) ما يجعله من الدول المؤثرة في ضمان إمداد السوق العالمية بالطاقة».
وقفزت أسعار النفط العالمية بما يصل إلى 12 في المائة يوم الجمعة، بعد تلك التقارير التي أشارت إلى إمكانية تخفيض الإنتاج لتقليل تخمة المعروض في سوق النفط العالمية.
وبين هذه التوقعات المتفائلة في السوق، وارتفاع الأسعار، نقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شأنا) عن ركن الدين جوادي مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية قوله: «خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، سيجري تحميل أربعة ملايين برميل من النفط الخام على ثلاث ناقلات متجهة إلى أوروبا». مضيفا أنه «من بين الأربعة ملايين هذه، مليونا برميل لشركة توتال الفرنسية، ومليونا برميل ستشتريها شركتان في روسيا وإسبانيا».
وهبطت أسعار النفط 75 في المائة منذ منتصف 2014. نزولاً من 115 دولارًا ليتداول حاليًا عند مستويات 30 دولارًا، أدنى مستوى في أكثر من 12 عامًا.
أسامة كمال، وزير النفط المصري السابق في مصر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن قدرة إيران على شحن 4 ملايين برميل خلال 24 ساعة «أمر عادي في ضوء إنتاجها الحالي البالغ 3 ملايين برميل يوميًا، فضلاً عن المخزون النفطي لديها، الذي خزنته أثناء فترة العقوبات، في الموانئ الإيرانية». وقال كمال إن «إيران كانت تصدر النفط الخام لتركيا وإيطاليا والهند، أثناء فترة العقوبات، بتصريح من الولايات المتحدة، فضلاً عن الصين التي لم تعترف بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران؛ وكل ما هنالك حاليًا أن التصدير سيكون بطريقة شرعية»، موضحًا أن «طهران كانت تلجأ لتقليل الأسعار بنحو 20 دولارًا عن سعر السوق وقت العقوبات». وتوقع كمال أن ترتفع الأسعار لتتراوح من 50 إلى 60 دولارًا للبرميل مع انتهاء العام الحالي. كما توقعت شركة البترول الكويتية العالمية أمس السبت، أن أسعار النفط قد تتراوح بين 50 و60 دولارًا للبرميل بمنتصف عام 2017.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بخيت الرشيدي، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله إن الأسعار قد تتراوح بين 60 و80 دولارًا للبرميل خلال ثلاث سنوات؛ والذي أضاف أن «سوق النفط العالمية تمر بمرحلة تصحيحية، حيث وصلنا إلى القاع ووصل سعر النفط إلى أدنى مستوياته خلال العقد الماضي».
وأكد أسامة كمال وزير النفط المصري السابق، أن «عودة إيران لأسواق النفط (الشرعية) ليس لها أي تأثير على الأسعار، بينما التأثير الحقيقي يأتي من النفط غير الشرعي من دواعش سوريا والعراق وليبيا، والذي يصل فيه سعر البرميل إلى 10 دولارات حاليًا»، موضحًا أن هناك حرب تكسير عظام بين بعض المنتجين في أسواق النفط العالمية وعلى رأسهم الشركات الأميركية.
وأوضح ضرغام محمد علي، رئيس مركز الإعلام الاقتصادي في العراق، لـ«الشرق الأوسط» أن البيانات حول بنية إيران التحتية غير كافية، خاصة منظومتي التخزين والتصدير، نتيجة فترة العقوبات التي انعدمت فيها مستويات الإفصاح والشفافية؛ مضيفًا أن إيران بلد متأخر في مقياس الشفافية للصناعة الاستخراجية.
وصعدت عقود الخام الأميركي لأقرب استحقاق 23.3 دولار أو 30.12 في المائة لتسجل عند التسوية 44.29 دولار للبرميل بعد أن بلغت أعلى مستوى لها في الجلسة 66.29 دولار. وفي الجلسة السابقة هوى النفط الأميركي إلى أدنى مستوى في 12 عامًا عند 05.26 دولار.
وأغلقت عقود خام برنت مرتفعة 30.3 دولار أو 98.10 في المائة إلى 36.33 دولار للبرميل بعد أن تراجعت عن مستوى 30 دولارًا في جلسة الخميس. ولكنها أنهت الأسبوع منخفضة 2 في المائة.