أكد «برنامج فرص العمل الطارئة» التابع لـ «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أنه سيواصل تقديم المساعدات لمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن) بالشراكة مع «الصندوق الاجتماعي للتنمية» مع اهتمام خاص بإشراك الفئات الضعيفة والأشدّ فقراً من النساء والشباب، على رغم الصعوبات الهائلة التي يواجهها سكان تعز والجهات الفاعلة المحلية بسبب الصراع المسلّح.
ويستهدف المشروع الأسر المتضرّرة والتي فقدت مصادر دخلها بما فيها الأسر النازحة داخلياً، حيث سيحصل المستفيدون خلال فترة المشروع على دخل يعادل خمسة آلاف يوم عمل.
وقالت مسؤولة البرنامج، فرح عبد الصمد، في تصريح إلى «الحياة»، إن البرنامج الإنمائي والصندوق الاجتماعي كييفا تدخّلهما وفقاً للحاجات المحلية، وأرسلا فرق عمل إلى مناطق المشروع للرصد والمتابعة والحرص على تنفيذ المشروع في حينه. وأشارت إلى توفير المواد المطلوبة لبرنامج الأشغال ذات الكثافة في الأيدي العاملة من السوق المحلية للتخفيف من وطأة ارتفاع أسعار المواصلات والتضخّم في الأسواق.
ولفتت عبد الصمد إلى أن قرية النمرين في مديرية خدير في تعز تكافح منذ آذار (مارس) الماضي، حيث كانت هجرة الأيدي العاملة إلى المناطق الحضرية أحد مصادر الدخل الرئيسة للمقيمين في القرية، ولكن توقّف هذا الأمر منذ 10 شهور، إذ اضّطر أرباب الأسر إلى العودة للقرية بحثاً عن الأمان، بسبب عدم الاستقرار الأمني في المدن، ما أدّى إلى انخفاض الدخل والمدّخرات واضّطرار الكثيرين إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية لتغطية تكاليف حاجاتهم الأساس.
وقال خليل هزّاع أحد المستفيدين من مشروع البرنامج الإنمائي والصندوق الاجتماعي: «كنت عاملاً في صنعاء وكنت قادراً على توفير حاجات أسرتي من مأكل ومشرب ودواء وكل شيء، ولكن منذ أن بدأت الحرب عدت إلى قريتي ولا أستطيع الذهاب إلى مكان آخر (…) قمنا ببيع أغنامنا من أجل كيس من القمح الذي أصبحت كلفته 11 ألف ريال يمني إضافة إلى عشرة آلاف ريال تكاليف النقل».
وأضاف: بفضل المشروع أصبح لدينا عمل نقوم به. كسبت 80 ألف ريال». ويقدّم «الصندوق الاجتماعي للتنمية» من خلال «برنامج الأشغال» المساعدة لأكثر من 42 ألف أسرة من الأسر الأشدّ فقراً في المناطق الريفية.
كما تمكّنت «منظّمة الصحة العالمية» من إيصال أكثر من 20 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مدينة تعز التي يعيش أكثر من 200 ألف من سكانها تحت الحصار الذي قيّد فرص الوصول للمساعدات الإنسانية، وذلك بعد أشهر من منع الوصول للمدينة، واستجابةً للحاجات الصحية الطارئة.
وقال ممثّل المنظّمة في اليمن أحمد شادول: «تحتاج الأطقم الطبية في مستشفيات تعز بشدة للأدوية والمستلزمات الطبية لتتمكّن من الاستمرار في توفير الرعاية الطبية».