Site icon IMLebanon

قهوجي: سمعت كلاماً أميركياً مطمئناً عن الاستقرار

jean kahwajiii

 

 

كتب دنيز عطاالله حداد في صحيفة “السفير”:

عاد قائد الجيش العماد جان قهوجي شديد الارتياح من زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية. ويصف الزيارة بـ «الممتازة على كل الأصعدة».

يتجاوز قهوجي، في حديثه الى «السفير»، الحفاوة الاستثنائية التي لقيها في مجمل لقاءاته ليشير الى أن «أهم ما تأكد لي في هذه الزيارة كان مشاركة الولايات المتحدة الحرص على استقرار لبنان ودعم الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب».

يقول قهوجي «لقد شددت على أهمية المساعدات الأميركية للجيش لبقائه واستمراره، خصوصاً لبقاء الدولة وصمودها. فما نواجهه ويحصل من حولنا ليس بسيطاً. وقد عبّرت عن مخاوفي ورفضي من أن يكون لبنان ورقة قابلة للتفاوض والتفريط بها على طاولة اي مفاوضات محتملة. وقد سمعت كلاماً مطمئناً وجازماً لجهة الحرص على الحفاظ على استقرار لبنان ووجوده ضمن حدوده الراهنة».

يضيف قائد الجيش «لقد فرض اسلوب الجيش في مكافحة الإرهاب وتصديه للإرهابيين الاحترام والتقدير، وكان ذلك محط اهتمام كبير لدى معظم المسؤولين الاميركيين الذين التقيتهم، سواء في وزارة الدفاع او في وزارة الخارجية او في مجلسي الشيوخ والنواب. إن اسلوب الجيش وبسالة ضباطه وعناصره سمحت له أن يحجز مكانة متقدمة بين الجيوش المتماسكة التي تواجه الإرهاب. والناس في كل مكان يحترمون ويدعمون الأقوياء. وقد سألني المسؤولون الأميركيون عن اسباب نجاحنا في هذا المجال، فكنت واضحاً في التأكيد أن خبرتنا الطويلة التي تعود الى العام 2000 في احداث الضنية الى اليوم لها تأثير كبير، اضافة الى تضامن الجيش وتماسكه في مواجهة الإرهابيين».

لا يخفي قهوجي اعجابه بحجم المتابعة والمعرفة الدقيقة التي يوليها الأميركيون للوضع في لبنان. وفي خلال لقاءاته، التي تجاوزت ثلاثين شخصية مسؤولة. كان يُسأل عن التفاصيل. وقد بادره بعض المسؤولين بالتهنئة يوم 3 شباط «بالعملية النوعية التي نفّذها الجيش على الحدود فقتل ستة عناصر من الإرهابيين وأسر 16 منهم. وكان المشترك بين المسؤولين الذين التقيتهم ثناءهم على الجيش اللبناني وإنجازاته في مواجهة الإرهاب وداعش».

لكن كيف يُترجم هذا الثناء والدعم الاميركي؟ يجيب قهوجي» ليس خافيا أن 80 الى 85 في المئة من سلاح الجيش وعتاده هو اميركي، وبالتالي فمساعداتهم نوعية للجيش اللبناني. وقد انتجت هذه الزيارة مضاعفة المساعدات العادية وزيادة مساعدات ألوية الحدود ثلاثة أضعاف لتعزيز قدرات الجيش. وسيتأمن ذلك من خلال اعطائنا معدات متطورة هي أحدث ما انتجته التكنولوجيا، تسمح لنا بأن نعرف أكثر ونرى افضل ونراكم في بنك معلوماتنا الذي صار مهما جدا، مما يسمح لنا بقدرة اعلى على التحليل. وفي هذا الاطار سنحصل على طائرات مراقبة متقدمة مزودة بأحدث تكنولوجيا، إضافة الى 6 طائرات (سوبر توكانو) حديثة تحمل صواريخ ذكية. وستواصل الولايات المتحدة تدريب القوات الخاصة كما تدريب الألوية. الحرب هي بالدرجة الأولى اليوم تكنولوجيا، ومن يعرف اكثر وأسرع ومن يسبق يربح».

لا يخفي العماد قهوجي أن المواضيع تشعبت. فطالت قضية اللاجئين السوريين الى لبنان والاستقرار الاقتصادي والمالي واحترام القوانين الدولية وفي مقدمها 1701، ومواضيع الاعتدال والتنوع وحتى النفايات. شعر بالمرارة حين عبّر له بعض المسؤولين عن أسفهم لواقع النفايات في لبنان اليوم. علّق محاولاً التبرير أن «مثل هذه الأمور تحصل، كما جرى في نيويورك مرة او في ايطاليا، وأن المعنيين يعملون على انجاز الحل». أما في موضوع اللاجئين فكان شديد الوضوح لجهة «الفصل بين التضامن الانساني وحقوق الافراد والأبرياء في ايجاد ملاذ آمن تُحترم فيه حقوقهم، وبين العبء المتزايد على لبنان على كل الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. فبين ليلة وضحاها وجد لبنان نفسه تحت ضغط متزايد، هو الذي يرزح أصلا تحت ضغوط كثيرة».

ماذا عن رئاسة الجمهورية؟ وهل الحفاوة التي لقيها وتوسيع مروحة لقاءاته لها دلائلها الرئاسية؟ يبتسم قهوجي حاسماً «لقد كان الاهتمام الكبير بي كوني قائداً لجيش يواجه داعش والإرهابيين بكل شجاعة وإقدام ويحقق انجازات». يضيف «سُئلت عن رئاسة الجمهورية في سياق مدى تاثير غياب رئيس على اداء الجيش وعمله. وقد أجبت بصراحة أن ذلك اشبه بجسم من دون رأس، تتعطل كل وظائفه وتتعقد. وفي ما خص الجيش، فإن المرسوم الذي كان يحتاج الى توقيع ثلاثة اشخاص اصبح يحتاج الى توقيع 24 وزيراً مع ما يعنيه ذلك من تباطؤ وروتين وتأخير».

ومع ذلك يؤكد أن «الجيش سيواصل القيام بمهامه، سواء على الحدود أو في الداخل، واضعاً مكافحة الإرهاب في أولوياته، لأنه التهديد الجوهري للبنان. وليس تفصيلا إننا في كل يوم لدينا موقوفون في قضايا الإرهاب، ونواجه داعش ونظرائها على الحدود».

يختم قهوجي «تمر المنطقة بأصعب الظروف، وما نحتاجه هو قليل من التضامن والترفع عن صغائر الخلافات لينجو لبنان».