دلال ابو غزالة
ساهم ضعف مستويات الجنيه الاسترليني أمام معظم العملات في الشرق الأوسط، في استفادة مستثمري الشرق الأوسط من فارق العملة بنسبة 7 في المئة، ما جعل عقارات لندن الفاخرة أكثر جاذبية، وفقاً لمؤسسة «كلاتونز» العالمية. وأظهرت بيانات «كلاتونز»، أن دول الشرق الأوسط، استثمرت في شكل جماعي ما معدله 4.02 بليون جنيه (4.35 بليون دولار) سنوياً في سوق العقارات التجارية البريطانية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث استحوذت لندن وحدها على 3.35 بليون جنيه.
وفي سوق العقارات السكنية، ومع سعي المستثمرين المحليين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية من سلع وأسهم، أثبتت الأصول الموجودة في لندن، أنها بديل جيد ومنخفض الأخطار. ومع زيادة رأس المال بنسبة 49 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، برزت جاذبية العاصمة البريطانية، وفقاً لمؤسسة «كلاتونز». ووفقاً لتقرير شتاء 2015 – 2016 التي أصدرتها «كلاتونز»، حققت قيمة الوحدات العقارية الفخمة الرئيسة في وسط لندن ارتفاعاً سنوياً بقيمة 6 في المئة في 2015، ويُتوقع أن تنمو بنسبة إضافية تقدر بما بين 4 و5 في المئة في عامي 2016 و2017 على التوالي.
وقال رئيس قسم البحوث في الشركة، فيصل دوراني: «ارتفع الدرهم، الذي يرتبط بسعر صرف ثابت بالدولار في شكل كبير في الشهور الـ12 الماضية، ويبدو أنه ماضٍ في الحفاظ على قوته. ويرجع ذلك في الغالب إلى السياسات المالية التي اتخذها الاحتياط الفيديرالي مثل رفع أسعار الفائدة، والذي طبق أيضاً في مصرف الإمارات المركزي واستمرار احتمال انخفاض أسعار النفط على المدى القصير والمتوسط».
وتابع: «على مدى السنوات العشر الماضية، فقد الاسترليني أكثر من 30 في المئة من قوته مقابل الدرهم، وسيساهم فارق العملة الناتج من ربط الدرهم بالدولار في تعزيز تدفقات رأس المال من الإمارات». وأضاف: «من المثير للاهتمام أيضاً أن هؤلاء المشترين من الشرق الأوسط والذين استثمروا في منازل لندن عام 2015 قد أنفقوا أقل من أولئك الذين اشتروا في المدينة أثناء ذروة سوق العقارات الماضية في عام 2007 بنسبة 2.5 في المئة». وتوقع تسارع هذا التوجه مع تضاعف قوة العملة الخضراء الذي يمثل توفيراً كبيراً بالنسبة للمستثمرين من دولة الإمارات ويعزز بالتالي وجهة النظر السائدة بأن لندن تعد ملاذاً آمناً للمستثمرين على المدى البعيد والمتوسط».
ورجح أن يترك ارتفاع قيمة الدولار تأثيراً كبيراً على الخريطة الجغرافية للاستثمار في لندن، حيث سيتوجه اهتمام المستثمرين من الشرق الأوسط إلى مواقع أكثر هامشية في المدينة في الربع الأول من 2016. وتشير الأرقام الصادرة عن بيانات الملكية لعام 2015 أن سوق العقارات التجارية في لندن استقطبت استثمارات خارجية بقيمة 3 بلايين جنيه من الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن نسبة الشراء تواصل ارتفاعها في وسط لندن لتتجاوز المتوسط الذي حققته على المدى الطويل، حيث برزت مكانة المدينة القديمة باعتبارها أقوى الأسواق أداءً، حيث سجلت صفقات تجاوزت 1.7 مليون قدم مربعة، ما يمثل 48 في المئة من إجمالي نسبة الشراء التي وصلت إلى 3.6 مليون قدم مربعة خلال الربع الثالث من العام الماضي.