Site icon IMLebanon

موغيريني: نتواصل بهدوء مع دمشق

 

 

سألت صحيفة “السفير” وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، حول التصعيد التركي والوعيد السعودي، فقالت بلهجة ديبلوماسية تتجنب الصدام مع أنقرة، التي تضغط الآن بقوة عبر ورقة اللاجئين، “جلسنا جميعا حول الطاولة قبل أيام قليلة، بما فيها تركيا، وقررنا خطوات عملية لنزع التصعيد والحصول على إيقاف للأعمال العدائية، وناقشنا نماذج ملموسة لفعل ذلك”، قبل أن تضيف مشيرة لأنقرة “بالتأكيد ليس ما نتوقعه أن يكون لدينا على الأرض نزعات تسير في الاتجاه المعاكس”.

وفق شرحها المستفيض لم يأت ميونيخ بسهولة ليمكن التضحية به، كما أن أحداً لم يتوقع منه نتائج فورية. هناك “النماذج المحددة” لتطبيق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، ناقشوها في المدينة الألمانية، والتداول فيها جعل من الواضح لهم أن تجسيدها “سيكون صعباً”.

النماذج المذكورة تتعلق بكيفية تطبيق “الهدنة” في سوريا من دون أن تشمل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، بما يعني الاتفاق على أماكن انتشارهما التي يجب مواصلة ضربها. لذلك، حين أعلن الاتفاق كان الحاضرون يعرفون أن التطبيق لن يحصل بشكل أوتوماتيكي، فالأمر لا يتعلق بضغوط على أطراف محلية؛ يجب أن يجلس عسكريون أميركيون وروس للاتفاق على خريطة “الهدنة”، قبل فرضها على الأرض.

موغيريني شددت على أن المسألة بالأساس تركت رهناً للتنسيق “العسكري”، بين موسكو وواشنطن. بهذا المعنى، يصير واضحاً أكثر سياق الاتصال بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين. وفق التوضيحات الأوروبية، جاء ذلك ليضع أساساً لتنسيق عسكري ثنائي للاتفاق على خرائط معقدة لتطبيق “وقف الأعمال العدائية”.

وكشفت موغيريني أنّ الاتحاد الأوروبي كان منخرطاً مع النظام السوري، خلال الفترة الماضية، للاتفاق على إنشاء مركز أوروبي جديد في دمشق يختص بإيصال المساعدات الإنسانية. قالت إن المركز سيكون شغالا خلال الأسابيع المقبلة.

الاتحاد الأوروبي لم يغلق بعثته الديبلوماسية في دمشق، في الفترة الأخيرة صار ديبلوماسيوها مستقرين في بيروت لكنهم يزورون دمشق بشكل منتظم. حينما سألت “السفير” موغيريني حول الحاجة للمركز الجديد، وطبيعة التحضيرات التي سبقت ذلك، أوضحت أنه “وجدنا من المفيد في هذه المرحلة (إنشاء المركز) للوصول إلى مناطق صعبة أيضا من دمشق (لأن الأوروبيين يعملون أيضا من غازي عنتاب التركية)، عملنا على هذا خلال الشهر الماضي مع النظام، بهدوء كما لاحظتم”، قبل أن تضيف “من الواضح أنه لا يمكنك توقع أن يحدث هذا من دون أن يوافق النظام”.

عبر قناة العمل الإنساني يحاول الأوروبيون أن يلعبوا أيضا دورا سياسيا في التسوية. هذا ما أكدته وزيرة خارجيتهم، حينما شددت على أنه “كل مرة نتمكن من فتح قناة لتوصيل المساعدات الإنسانية، أولا نحمي أرواحاً، وثانيا نخلق بعض الإمكانات لديناميكيات من نوع مختلف على الأرض، لذا نخلق ظروفاً محتملة أفضل للحوار السياسي”، مشددة على أن “ليس ما نقوم به عملا إنسانياً صافياً، إنه أيضا دعم للعملية السياسية التي هي في نهاية المطاف عملية تدور حول الانتقال السياسي”.