اتفقت روسيا والسعودية أكبر منتجين للنفط في العالم يوم الثلاثاء على تجميد مستويات إنتاج الخام لكنهما قالتا إن الاتفاق مشروط بمشاركة المنتجين الآخرين في هذه الخطوة بما يشكل عائقا كبيرا في ظل غياب إيران عن المحادثات وإصرارها على رفع الإنتاج.
وأعلن وزراء نفط السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا الاقتراح بعد اجتماع لم يتم الكشف عنه مسبقا في الدوحة لإجراء مناقشة هي الأرفع مستوى في أشهر لبحث اتخاذ إجراء مشترك للحد من التخمة المتنامية في معروض الخام ودعم الأسعار لتتعافى من أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات.
وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي إن تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني شبه القياسية خطوة كافية معبرا عن أمله بتبني المنتجين الآخرين لهذه الخطة. وقال وزير النفط الفنزويلي ايلوخيو ديل بينو إن من المقرر إجراء المزيد من المحادثات مع إيران والعراق يوم الأربعاء في طهران.
وقال النعيمي “السبب في اتفاقنا على تجميد محتمل للإنتاج بسيط.. وهو أنها بداية لعملية سنقيمها في الأشهر القليلة الماضية ونقرر ما إذا كنا في حاجة لاتخاذ خطوات أخرى لتحسين السوق وإعادة الاستقرار إليها.”
وأضاف “لا نريد تقلبات كبيرة في الأسعار ولا نريد خفض الإمدادات ونريد تلبية الطلب والاستقرار لسعر النفط. علينا أن نتحرك خطوة بخطوة.”
وقفزت أسعار النفط إلى 35.55 دولار للبرميل بعد أنباء الاجتماع المغلق لكنها قلصت مكاسبها في وقت لاحق لتبلغ 34 دولارا للبرميل مع انحسار الآمال بالتوصل لاتفاق فوري.
وتعهدت إيران الخصم اللدود للسعودية في المنطقة بزيادة إنتاجها كثيرا في الأشهر القادمة في الوقت الذي تتطلع فيه لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها بعد سنوات وقعت خلالها تحت طائلة عقوبات دولية. وتم رفع العقوبات في يناير كانون الثاني عقب التوصل لاتفاق مع القوى العالمية بخصوص برنامج طهران النووي.
ويقترب إنتاج السعودية وروسيا – وهما أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم – من مستويات قياسية مرتفعة مما يجعل الاتفاق صعبا نظرا لأن إيران تنتج ما لا يقل عن مليون برميل يوميا دون طاقتها الإنتاجية ومستويات ما قبل العقوبات.
وقال وزير الطاقة القطري محمد السادة “نعتقد أن المنتجين الآخرين سيحتاجون للتجميد على الفور بمن فيهم إيران والعراق. نرى أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار للسوق.”
ولطالما قال العراق أيضا إنه يتوقع ارتفاع إنتاجه بشكل أكبر هذا العام لكنه أبدى الشهر الماضي استعداده لتقليص إنتاج السريع النمو إذا توصل جميع أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين إلى اتفاق.
إيران حريصة على زيادة الإنتاج
جاء اجتماع الدوحة بعد هبوط أسعار النفط على مدى أكثر من 18 شهرا لتنزل عن 30 دولارا للبرميل للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات من 115 دولارا للبرميل في 2014.
وهبطت الأسعار بفعل طفرة إنتاج النفط الصخري الأمريكي وقرار السعودية وحلفائها الخليجيين في أوبك زيادة الإنتاج لحماية حصتها في السوق وإخراج الإنتاج مرتفع التكلفة من السوق.
ولطالما شددت السعودية على أنها لن تخفض الإمدادات إلا إذا اتفقت دول أوبك والمنتجين المستقلين لكن روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم قالت إنها لن تشارك في هذه الخطوة نظرا لاختلاف حقولها في سيبيريا عن تلك الخاصة بدول أوبك.
وبدأ الموقف يتغير في يناير كانون الثاني مع نزول أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل.
وفي حين أن فنزويلا هي الأكثر تضررا بين المنتجين إلا أن أسعار النفط الحالية تقل كثيرا عن السعر الذي تحتاج إليه روسيا لتحقيق التعادل بين الإيرادات والمصروفات في موازنتها في وقت تتجه فيه نحو إجراء انتخابات برلمانية هذا العام.
وتعاني المالية العامة للسعودية معاناة شديدة أيضا إذ سجلت المملكة عجزا قدره 98 مليار دولار في موازنتها العام الماضي وتسعى لتقليصه هذا العام.
ولكن في الوقت الذي جرى فيه الحديث عن تعاون محتمل مع أوبك رفعت روسيا إنتاجها إلى مستوى قياسي جديد في كانون الثاني.