فاديا دعبول
تعلو صرخة سكان المشاريع السكنية في ضهر العين لا سيما في ثمار 1 و2 وجعارة وايعالي ورافعي ومكية، جراء اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الآبار الارتوازية في المنطقة، والتي تغذي مئات العائلات من ذوي الدخل المحدود الذين لا قدرة مالية لهم لشراء المياه للشرب والاستعمال المنزلي بشكل شبه يومي.
وما فاقم في رفع الصوت عدم جدوى تركيب الاهالي، في مشروع ثمار 2، محطة لتكرير المياه، بقيمة ثلاثة عشر الف دولار اميركي بالتقسيط. اذ ان نتيجة الفحص المخبري، بعد اسبوعين من تركيبها، اكدت ان المياه غير صالحة للاستعمال، لا سيما ان التلوث يزداد ليشمل المنطقة باكملها.
ويعود السبب الرئيسي في المشكلة الى شبكة مياه الصرف الصحي الممتدة في وادي هاب وصولا الى بكفتين، بحيث ان المياه الآسنة تتدفق مكشوفة في الطبيعة على مسافة عشرات الامتار، لتصب في حفرة عميقة قرب جسر بكفتين، على الحدود مع ضهر العين، مخترقة بذلك الطبقات الجوفية، ما يؤدي الى اختلاطها بآبار مياه ضهر العين، راسمسقا، البحصاص، وابي سمراء الجديدة.
كما ان مشكلة تسرب المياه المبتذلة من الوادي الى المياه الجوفية واختلاطها بمياه الابار كانت محدودة في السنوات السابقة، بسبب تدفق مياه الامطار التي تجري معها، الا ان التغيير المناخي الذي يشهده لبنان منذ ما يقارب الاربع سنوات، وتزايد عدد السكان، لا سيما جراء الاوضاع الامنية التي سادت طرابلس في السنوات الاخيرة، وانتقال العديد من العائلات للسكن في الكورة، ساهم في تفاقم المشكلة، وتحويل لون المياه الى الاخضر، وانبعاث الروائح الكريهة منها. حتى ان الديدان ظهرت فيها العام الماضي وفق تأكيد غالبية سكان مشاريع ثمار1 و2 وجعارة وايعالي ورافعي ومكية. وكانو
وكان الاهالي قد قدموا طلبا الى البلدية لاخبار السلطات المعنية. ونتج عنه زيارة موظف من وزارة الصحة ابلغهم حينها عن اقفال الابار في حال احيلت عينات للفحص ونتج عنها وجود تلوث. ما دفع غالبية الاهالي الى رفض اجراء الفحص لعدم وجود بديل.
ونتيجة تلوث المياه، وتكبد الاهالي المصاريف الكبيرة لقاء شراء البديل بالصهاريج سعة اربعة الاف ليتر ب 30 الف ل.ل. مرتين في الاسبوع لكل عائلة تقريبا، قررت لجنة مشروع ثمار 2، الذي يضم اكثر من 90 عائلة، شراء محطة لتكرير المياه، بالتقسيط. الا ان المفاجأة ظهرت بعد اسبوعين من تركيبها، حين أجري فحص مخبري للمياه ليتبين انها غير صالحة للشرب لاختلاطها بمياه الصرف الصحي، والتأكيد بأن استخدامها يعرض السكان للاصابة بالميكروبات المسببة للتيفوئيد والديزانتيري والكوليرا والفيروسات المعوية والطفيليات وغيرها.
وأشار رئيس لجنة ثمار 2 زاهر المصري الى “تقديم اللجنة طلبا لوزارة الطاقة والمياه، لتأمين مياه الشفة عبر الشبكة الجديدة، انما دون جدوى لا سيما ان الخطوط موجودة ولا يحتاج الامر الا لانشاء خزان”. وأبدى قلقه “ازاء مياه الابار التي تزداد تلوثا، بحيث لم يعد بالامكان استخدامها، وصرخة الاهالي ترتفع من الاعباء المالية الباهظة جراء شراء المياه بشكل شبه يومي”.
اما عن معاناة الاهالي مع المياه فهي تتواصل من حيث الشح صيفا، وتكاثر الاشكالات بين السكان حولها، ومن ناحية اخرى لاختلاطها بمياه الصرف الصحي، اذ انه رغم تلوثها هناك من لا قدرة مالية له لشراء المياه النظيفة للاستعمالات المنزلية فيعتمد عليها.
وفي حين رفع سكان المجمعات الصوت عاليا لكافة المراجع المعنية، مطالبين استكمال مد شبكة الصرف الصحي ووصلها بمحطة تكريرالصرف الصحي في طرابلس والتي تستوعب 130000 م3 في اليوم الواحد. اكد رئيس بلدية راسمسقا جرجي القاري ان “جميع الكتب والعرائض التي رفعت للمعنيين بشكل رسمي كما الاصوات الاحتجاجية وقطع الطرقات لم تلق تجاوبا لاكمال المشروع”، معربا عن “استعداده للتعاون مع بلدية طرابلس لرفع الضرر عن المدينة جراء وصول مياه الصرف الصحي الى مياهها، ونقل عن المعنيين ان الاموال اصبحت متوفرة في مجلس الانماء والاعمار لاستكمال المشروع”، متمنيا ان “يتم الامر بالقريب العاجل”.