Site icon IMLebanon

خطاب جديد للحريري… مع “حزب الله”؟

 

كتبت صحيفة “الأخبار” أنّ الرئيس سعد الحريري قرّر أن يعكس نمط علاقته بلبنان. فبعد خمس سنوات من “الاغتراب” كان يقطعها بين الحين والآخر بزيارة لبيروت، أبلغ زواره أنه عاد إلى الإقامة في لبنان، وأنه لن يغادره إلى الخارج إلا في زيارات قصيرة.

كذلك بدا أن رئيس “تيار المستقبل” يريد أن يعكس وجهة خطاب سياسيي تياره وحلفائهم. فبعد أشهر من إصرار هؤلاء على أن “حزب الله” لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، تعمّد الحريري “تمرير” عبارة عبر مكتبه الإعلامي، قال فيها: “يجب ألا نقول إن الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية، بل إنه يستمهل، وأريد أن أضغط باتجاه مشاركته في جلسة لانتخاب رئيس”.

خطاب جديد من الرئيس السابق للحكومة، يذكّر بما كان يصدر عنه في اللحظات التي سبقت انعطافاته السياسية بعد عام 2005. فهل يفعلها الحريري هذه المرة ويتجه إلى تسوية مع خصومه؟.

بعض المقرّبين من الحريري يحللون. يرون أن التطورات الميدانية السورية تشير إلى فشل لـ”السعودية والعرب، إذا تمكّن النظام السوري وإيران والروس من تطويق مدينة حلب، من دون ردّ فعل تركي ــ سعودي يوازي هذه الخطوة”. وكيف يمكن تسييل ذلك محلياً؟ يجيبون: “عندها، لن يكون هناك فرق بين سليمان فرنجية وميشال عون”. في المقابل، ينفي زوار الحريري أمس وجود توجّه كهذا لديه. ويؤكدون أنه لا يزال متيقّناً من تحرك سعودي ــ تركي يعيد التوازن إلى الميدان السوري. وظهر ذلك جلياً في بيان كتلة المستقبل التي ترأس الحريري اجتماعها أمس، إذ حيّت “الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري من أهوال القتل والتهجير الطائفي، ولمحاربة الارهاب، وفرض الملاذ الآمن للمهجرين.

فليس من الطبيعي أن تكون بعض الأطراف الدولية والاقليمية والميليشيات الاجنبية تقتل وتخرب وتقصف وتدمر الإنسان والعمران على أرض سورية العربية، وأن لا يكون هناك طرف عربي يعمل من أجل السلام وحماية الانسان والانتماء العربي لسورية”. ويرى بعض من التقاهم الحريري أمس أنه يراهن على قدرته على فصل مسار الازمة الداخلية اللبنانية عن الحرب السورية، وإمكان انعقاد جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في الثاني من آذار المقبل، “على أن يفوز من يحوز أكبر عدد من أصوات النواب”. ويستند الحريري إلى قراءة تقول إن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط سيؤمّنان نصاب جلسة الانتخاب. وتشير مصادر مستقبلية إلى أن الحريري عاتب النائب سليمان فرنجية بسبب تغيّبه عن الجلسة النيابية الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية. ويسعى رئيس كتلة المستقبل إلى إقناع رئيس تيار المردة بحضور الجلسة المقبلة، بصرف النظر عن موقف حزب الله، إلا أن فرنجية لا يزال عند رأيه: لن أشارك في جلسة لانتخابي رئيساً لا يشارك فيها حزب الله. ومن المنتظر أن يزور فرنجية الحريري.