IMLebanon

سوريا: الإغاثة من خارج الحدود تزداد نشاطاً

refugee-syria-turkey
رولا عطار

يستمر نشاط العديد من المنظمات والجمعيات التي تعمل في مجال الإغاثة، سواء داخل سوريا أو خارجها، لتقديم المساعدات المختلفة للسوريين الذين شرّدتهم الحرب. هذه الجمعيات منها ما كان موجودا قبل الحرب ومنها ما فرضت ظروف التهجير والحصار وجوده.
لكن البارز على خط المساعدات، هو ارتفاع نسبة المساعدات من مصر، والتي يقوم بها رجال اعمال سوريون، وتحديداً “تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر”، والذي أطلق مبادرة “دوماً معاً” لتوزيع مساعدات في المحافظات السورية. واختار التجمع هذا العنوان لأنه “يعبّر عن هدفنا من هذه المبادرة، والتي من الطبيعي أن نقوم بها بعد أن إنتظم واستقر أداء مبادرتنا في مصر، والقائمة على توزيع المساعدات العينية على العائلات السورية المحتاجة، وذلك من خلال لجنة تضامن شكّلها تجمعنا في مصر”، وفق ما يقوله لـ “المدن” رئيس التجمع خلدون الموقع، والذي يشير الى انه “في الوقت الراهن تقتصر مساعداتنا على تقديم ملابس الأطفال، والتي قرر تجمعنا شراءها من السوق المحلية في سوريا دعماً للانتاج الوطني. وبالتأكيد نبدأ من خلال ما يتوفر لدى المنتجين السوريين من أعضاء تجمعنا، من الذين ما زالت مصانعهم أو ورشهم مستمرة بالعمل في سوريا. أما توزيع المساعدات فيكون بشكل رئيسي من خلال الجمعيات الخيرية”. اما البداية، فيقول الموقع إنها كانت من “مدينة دمشق أواخر الشهر الماضي، عبر توزيع أول دفعة مساعدات وهي عبارة عن ملابس أطفال، وتبعها دفعات أخرى من المساعدات والحاجيات”. وبعد دمشق، يشير الموقع الى ان “مساعدات اخرى نقلت الى حلب، ونعمل اليوم على إيجاد صيغة تضمن انتظام مساعداتنا وتزايدها لتشمل المحافظات التي يمكن الوصول إليها”.
وتتزايد أهمية المساعدات التي يقدمها التجمع وباقي الجهات الأخرى، مع ارتفاع اعداد النازحين وسوء أحوالهم، إذ يشير “المركز السوري لبحوث السياسات”، الى ان “نحو 45% من سكان سوريا اضطروا إلى مغادرة سكنهم بحثاً عن الأمان أو ظروف معيشية أنسب في أماكن أخرى، ومع نهاية العام 2015 بلغ عدد الأشخاص النازحين داخلياً حوالي 6.36 مليون، علماً أن العديد منهم اضطر إلى النزوح مرات عديدة”. ويقدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد بـ “حوالي 3.11 مليون شخص كما هاجر نحو 1.17 مليونا”. ومع استمرار النزاع المسلح والركود الاقتصادي والدمار، يقدر معدل الفقر العام بـ “نحو 85.2% عام 2015 مقارنة بنحو 83.5% عام 2014. وبلغت نسبة من يعيشون في فقر شديد 69.3% من السكان، وهم غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية. كما بات نحو 35% من السكان يعيشون في فقر مدقع، غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية. ويتفاوت مستوى الفقر بين المحافظات ويزداد الوضع سوءا في مناطق النزاع والمناطق المحاصرة”.
والى جانب المساعدة الآتية من مصر، تتولى جمعيات تم تأسيسها في دول مختلفة مهمة تقديم المساعدات للسوريين في المناطق المحاصرة، كجمعية “النور السورية للإغاثة” في تركيا. وتبرز الحاجة الى تكثيف المساعدات خلال فترات الشتاء، حيث قامت حملة “دفء الشتاء” بمساعدة حوالي 1086 عائلة، بتوزيعها “64 طناً من الحطب في كل من ادلب (مخيم صلاح الدين) وريف دمشق في الغوطة الشرقية (جسرين وحرستا) وحمص (حي الوعر المحاصر). كذلك تم توزيع 1600 ليتراً من المازوت و94 معطفاً شتوياً للأطفال في ادلب (مخيم صلاح الدين). ومن الحملات التي تنشط في سوريا ايضاً، جمعية “ساعد” التي يقول رئيس مجلس إدارتها عصام حبال، ان عملها أنطلق في دمشق، ويشير لـ “المدن” الى ان المساعدات تعتمد على الوجبات الغذائية الساخنة مجاناً، وهي خطوة ستتواصل على مدار العام وليس فقط في الشتاء، لافتا النظر الى ان المشروع سيمتد الى كل المحافظات.
تسليط الضوء على الجمعيات الإغاثية امر ضروري لمساعدة النازحين والمحاصرين، لكن ما هو ضروري اكثر، ضمان استمرار المساعدات، خاصة تلك الآتية من خارج الحدود، لأن التواصل بين الخارج والداخل محفوف بالمخاطر، وتحدي هذه المخاطر يضمن تحسين أوضاع سوريي الداخل مع الوقت.