توقعت مصادر وزارية لصحيفة ”اللواء” أن يُثار ملف النفايات مجدداً في جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي بعد التطورات الحاصلة في هذا الملف، وأشارت إلى أن الجلسة ستستكمل البحث في بنود متراكمة من جداول أعمال سابقة، ومن أبرزها إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي إضافة إلى البند المتعلق بجسر جل الديب.
وتبلّغ الوزراء، وحسب المصادر، أن تطول الجلسة لإنهاء البنود المتراكمة.
وأبدت المصادر أسفها لما وصل إليه ملف ترحيل النفايات في ضوء المعلومات التي أوردتها وكالة “تاس” الرسمية الروسية، من أن الوثائق التي قدمتها شركة “شينوك” البريطانية، إلى مجلس الإنماء والاعمار بالنسبة إلى موافقة وزارة البيئة الروسية على نقل نفايات لبنان إلى منطقة “كوبان” هي وثائق مزورة، وأن السلطات الروسية لم تمنح وثيقة تسمح بنقل النفايات إلى أراضيها.
وفي حين اعتبر وزير الزراعة أكرم شهيّب المكلّف متابعة ترحيل النفايات أن الدائرة القانونية في مجلس الإنماء والاعمار هي المخوّلة رسمياً التدقيق في الوثائق التي قيل أنها مزورة، أشارت مصادر اللجنة الوزارية إلى أنها لم تتلق حتى الساعة أي اتصال في شأن هذه الوثائق، كاشفة أن مصدرين رسميين روسيين كانا تواصلا مع الجانب اللبناني في شأن الترحيل، متخوّفة من أن تكون جهات لبنانية تعمل عمداً لتعطيل الحل.
وحمّلت المصادر الوزارية الجهات السياسية التي عرقلت خطة طمر النفايات مسؤولية ما يحصل، مشيرة إلى أن الخطة التي كانت وضعت من أفضل الخطط على الإطلاق وأوفر بكثير على الصعيد المالي، ولفتت إلى أن عرقلة الخطة كانت سياسية وليست تقنية، خصوصاً أن المواقع كانت ملائمة جداً بالإضافة إلى وجود الكثير من الكسارات التي يمكن الاستفادة منها.
وأوضحت مصادر مواكبة لمستجدات ملف ترحيل النفايات لصحيفة “المستقبل” أنّ المستندات التي قُدّمت للجانب اللبناني بشأن تأمين الموافقات الروسية الرسمية اللازمة لإتمام عملية الترحيل تخضع حالياً للترجمة والتدقيق بغية التأكد من مصداقيتها وإنجازها وفق الأصول القانونية لضمان إتمام العملية.
وأشارت المصادر إلى أنّ الساعات القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتبيان الحقائق بعدما استمهلت الشركة البريطانية المعنيّة لإبراز وثائقها التي تؤكد صحة العقود والموافقات المبرمة مع الجانب الروسي.
وشكّكت مصادر مواكبة لملف الترحيل بالتزوير، وقالت لصحيفة “الجمهورية”: “إنّ الخبر نشرته جهة واحدة هي وكالة “تاس” الروسية التي نَقلت عن المسؤول الاعلامي في وزارة البيئة انّ الوثيقة التي جاءَتهم من السفارة اللبنانية في موسكو مزوّرة.”
إذا أردنا التدقيق بهذا الخبر، أوّلاً، سفارة لبنان في موسكو لا علاقة لها بالموضوع ولم يرسل لها أحد وثيقة، ولم يَطلب منها أحد تقديمَ وثيقة، وبالتالي ما هي الوثيقة التي يتحدّثون عنها؟
وزارة الخارجية في لبنان لم تدخل في موضوع الترحيل، وبالتالي من أدخَل سفارة لبنان في موسكو بهذا الملف؟. فالخبَر من أساسه يشوبه الغموض. ما هي هذه الوثيقة؟ وعمَّ تتحدّث؟ وما هو فحواها؟ ولم يَقل أحد إنّ الوثيقة التي أرسِلت الى وزير البيئة محمد المشنوق مزوّرة.
ثانياً، من يتحدّث عن التزوير إنّما يهدف الى استعمال هذا التزوير، فكيف تزوّر ورقة من وزارة البيئة الروسية إذا كان ليس لها وجهة استعمال؟ وهذه علامة استفهام ثانية كبيرة؟ فالخبر يكتنفه الغموض».
واعتبرَت المصادر أنّ الخبر الذي نشرَته وكالة «تاس» هو خبر مقلِق، لأنّ الوكالة تابعة لجهة رسمية. وأبدت اعتقادها «بأن لا تزوير حصَل لأنّ الورقة الموقّعة من وزير البيئة في روسيا تسلّمَها وزير البيئة في لبنان محمد المشنوق وكانت موقّعة وتحوّلت نسخة منها الى مجلس الإنماء والإعمار الذي رفضَ توقيعَها إلّا عند استلام النسخة الأصلية، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة، ما يَدفعنا الى التفكير بوجود مشكلة، وبالتالي فإننا نعتبر أنّ هذا الأمر ربّما يعود الى حسابات روسية داخلية، وقد خضَع الملف لترتيبات روسية داخلية مختلفة لأنّ الرسالة مرتبطة بشركة روسية ربّما يكون من بينها تغيير شركة «شينوك» التي أوكِلت إليها مهمّة ترحيل النفايات».
ورأت المصادر «أنّ قرار الترحيل تعرّضَ لهزّة لكنّه لم يقع، وبالتالي فإنّ الأمور ستتّضح في الساعات المقبلة، فإمّا يعالَج سريعاً بين الجهات المختصة في لبنان وروسيا وإمّا العودة إلى لغة المطامر».
من جهتها، ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية تلقت خطة ترحيل النفايات من لبنان الى احدى المقاطعات الروسية ضربة قاسية من وزير الطاقة والخدمات في اقليم ستنودار الروسي وهي المنطقة المرشحة لاستقبال النفايات اللبنانية.
ووصف الوزير الروسي الاخبار المتعلقة بنقل النفايات اللبنانية الى منطقته بالتلفيقات المعتلة، موضحا ان اقليمه لا يملك وسائل معالجة النفايات والمنطقة، منطقة واحات ومنتجعات.
بدورها، وزارة البيئة الروسية نفت موافقتها على استقبال النفايات اللبنانية على أراضي الاتحاد الروسي، واشار بيان الوزارة الى سفارة لبنان في موسكو بالاسم حيث ورد ان المراسلات التي تسلمناها من السفارة الجمهورية اللبنانية بخصوص موافقة روسيا على استقبال النفايات هي وثيقة مزورة.
واضافت ان تصدير النفايات يخضع لاتفاق بازل ولاجراءات محددة ومعقدة.
ولم يستبعد مصدر في الحراك المدني في بيروت عبر صحيفة “الأنباء” الكويتية ان تكون مافيات النفايات في لبنان المدعومة من سياسيين وراء تزويد السفارة اللبنانية في موسكو بالوثائق المزورة.
ويذكر ان عاصم جابر هو سفير لبنان لدى روسيا الاتحادية.