وصفت مصادر المتحاورين في الحوار الوطني، جلسة الأمس بأنها كانت بمثابة “حوار الطرشان”، وأفادت المصادر صحيفة “المستقبل” أنه ما أن استُهلت الجلسة بطرح موضوع عقد جلسات تشريعية في المجلس النيابي حتى انحرف جوهر الحوار عن مساره من خلال إقدام الرئيس نجيب ميقاتي على إثارة قضية النازحين السوريين متهماً الحكومة بأنها لا تتعامل بجدية مع الموضوع، وعلى الأثر اضطرّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى إعادة تصويب الأمور نافياً صحة هذه المزاعم ومذكراً في المقابل بأنّ الحكومة عبّرت عن رؤيتها حيال هذا الملف ولبنان كان قد ذهب بورقة عمل واضحة إلى مؤتمر لندن الخاص ببحث سبل معالجة أزمة النازحين في دول الجوار لسوريا.
وبعد نقاش دام نحو ساعة ونصف الساعة حول قضية النازحين، عاد المتحاورون إلى إثارة ملف أزمة النفايات بحيث نقلت المصادر أنّ رئيس الحكومة كشف أنّ السفير الروسي في لبنان طمأنه إلى استعداد بلاده لمساعدة لبنان في حل هذه الأزمة وقبله رئيس الوزراء الروسي سيرغي لافروف كان قد أكد لسلام يوم الجمعة الفائت أنّ روسيا لن ترفض إدخال النفايات اللبنانية إلى أراضيها، مع إشارته في هذا المجال إلى أنه لم يسمع أي كلام مباشر من المسؤولين الروس حول ما يُثار في الإعلام عن عمليات تزوير في المستندات المتعلقة بترحيل النفايات إلى روسيا. وبعد انتهاء جلسة الحوار أوضح سلام أنّ جلسة مجلس الوزراء اليوم ستعمل على “استكمال معالجة ملف النفايات”، في حين كانت لجنة البيئة النيابية التي انعقدت برئاسة النائب مروان حمادة وحضور الوزير أكرم شهيب قد أوصت بحسم موضوع عقد ترحيل النفايات “خلال 24 ساعة”.
أما في الملف الرئاسي، فاستمرت المواقف على مراوحتها بين فريق من المتحاورين متمسك بضرورة احترام النظام البرلماني الديموقراطي ونزول كافة الكتل النيابية والمرشحين الثلاثة إلى المجلس النيابي للاحتكام إلى صندوق الاقتراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما عبّر كل من رئيس مجلس النواب بالإضافة إلى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، وبين فريق رافض لتأمين النصاب القانوني لانعقاد الجلسات الرئاسية كما أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي جدد شرط التوافق المسبق مع “حزب الله” حول الاستحقاق قبل الموافقة على المشاركة في جلسات الانتخاب، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي أعرب عن التمسك بضرورة انتخاب عون رئيساً للجمهورية باعتباره الأكثر تمثيلاً مسيحياً.