كتبت نجلة حمود في صحيفة “السفير”:
يعود مكب سرار الى الواجهة مجددا مع الحديث عن عدم القدرة علىى تطبيق حل الترحيل المرحلي الذي اتخذه مجلس الوزراء، وهو تحول الى مادة موسمية تطرح عند كل أزمة تواجه الطبقة السياسية في ما يخص موضوع النفايات.
يبدو واضحا مدى الأزمة الداخلية التي تعاني منها عكار على الصعيد البيئي، الأمر الذي دفع اتحادات البلديات الى القيام بخطوات عملية بهدف إيجاد حل للمكبات العشوائية المنتشرة في مختلف أرجاء المحافظة، حيث يوجد ثلاثة مكبات كبيرة أهمها مكب سرار الذي يستوعب يوميا 350 الى 400 طن من النفايات، إضافة الى انتشار ما يزيد عن 40 مكبا عشوائيا. وذلك مع التوقيع على بروتوكول مع الاتحاد الأوروبي يقضي بتطبيق اتفاقية خطة «سوام 1» المخصصة لمنطقتي عكار والبقاع، والتي تتضمن إنجاز معامل ومطمر في مكب سرار.
يتحضر مكب سرار لتطبيق الخطة التي باتت «قاب قوسين أو أدنى» بعدما تم الاتفاق على التلزيم، في ما بين وزارة شؤون التنمية الادارية واتحاد البلديات، بانتظار إقرار دفتر الشروط لتلزيمه لشركة أوروبية تستورد المعمل وشركة أخرى تنفذ المواصفات على الأرض.
تتضمن الخطة منشآت معالجة، ومطامر صحية جديدة في سرار، إضافة الى دعم تشغيل المنشآت وصيانتها (مثلا وضع الخطط الرئيسية)، وتقديم الدعم في المجال القانوني وشراء المعدات وتنفيذ الاعمال خلال مدة ثلاث سنوات حداً أقصى.
من المفترض أن يساهم المشروع فور تنفيذه في التخفيف عن المحافظة التي شهدت حركة احتجاجات واسعة على مدار الأشهر الأربعة الماضية لرفض نقل نفايات العاصمة بيروت وضواحيها الى سرار.
ويعد هذا المشروع خلاصاً بالنسبة لبلديات المنطقة العاجزة عن إيجاد حلول لإدارة النفايات في بلداتها والتي تفاقمت عقب الازمة السورية، فضلا عن أزمة النفايات الصلبة، وبالتالي فإن تنفيذ المشروع سيؤدي الى حل جذري لمشكلة النفايات المستعصية.
يؤكد رئيس اتحاد بلديات الشفت أنطون عبود أن «التركيز في عكار يتم على العمل من أجل الحلّ المستدام لكي لا يصبح المرحلي مستداماً، مشددا على أن الحلول التي تعتمدها البلديات حاليا من حرق عشوائي ورمي عشوائي لا تدخل على الإطلاق في الهرمية البيئية لأنها مرفوضة بيئيا، وبالتالي يجب التخلص من المكبات العشوائية في أسرع وقت ممكن». يضيف: «نستغرب التعاطي الحكومي مع محافظة عكار، إذ يعود الحديث عن إيجاد مطمر صحي في سرار وإنشاء معامل الى الواجهة عند استفحال أزمة النفايات في العاصمة بيروت».
ويتساءل عبود «أين أصبح مصير المعمل في سرار الذي عقدنا لأجله عشرات الاجتماعات مع الوزراء المعنيين؟ وهل يجوز أن ينسف المشروع فور إيجاد حل للنفايات في بيروت؟ وهل مصير ما يزيد عن 600 ألف نسمة من أبناء عكار مرتبط بنفايات العاصمة؟».
بدوره، يؤكد مدير شركة الأمانة العربية خالد الياسين لـ «السفير» أن المكب لا يزال يعمل كالمعتاد حيث يستقبل يوميا ما يقارب الـ350 طنا من النفايات هي عبارة عن نفايات يتم جمعها من مختلف البلدات العكارية وفقا لعقود موقعة مع البلديات، ويشدد على «أننا لم نستقبل أي نفايات من خارج المنطقة».
يلفت الياسين الى «أنه تم اختيار منطقة سرار من قبل الاتحاد الأوروبي لكونها ملائمة للمشروع من حيث المساحة والموقع، إضافة لكونها تستوعب 90 في المئة من نفايات عكار، وبالتالي فإن هذا المشروع سيكون شاملا لكل المنطقة، كما أن تشغيله سوف يتم بإشراف من قبل الدولة اللبنانية وبمساهمة كبيرة على مدى ثلاث سنوات، ما ينعكس ارتياحا على بلديات المنطقة».
في ما يخص الأعمال التي كان يتم تنفيذها عبر مجلس الانماء والاعمار في سرار قبل أشهر، يوضح الياسين «أن الأعمال قد توقفت بالكامل، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي تقضي بإنشاء الباركينغ الذي يستوعب ما يقارب الـ500 طن من النفايات يوميا، كما تم الانتهاء من أعمال البنى التحتية الخاصة».