ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية، أن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، منزعج ضمناً من تمسك رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية بترشيحه، خلافاً لإرادة فريق “8 آذار”، الذي يتولى نصر الله قيادته والتحدث باسمه في المحطات المفصلية، واتخاذ القرارات والمواقف التي يراها مناسبة، مع العلم أن كل مكون من مكوناته يتمتع بهامش واسع من الاستقلالية، ما عدا الأمور الخطيرة والهامة التي تتطلب الأخذ برأي “حزب الله” وأمينه العام بصورة خاصة.
ورغم ندرة المعلومات في هذا الصدد، فإن نصر الله بعد التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن اللقاء الذي جمع فرنجية بالرئيس الحريري في باريس، طلب من قيادة حزبه ومن نواب كتلة “الوفاء للمقاومة”، ترك الأمور تسير كما هي عليه وعدم إحراج فرنجية بأي موقف يصدر عن الحزب، وأن “حزب الله” التزم بهذا الموقف إلى ما بعد مصالحة معراب، وتبني حزب “القوات” ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد عون.
وفي الإطلالة التي تحدث فيها نصر الله عن الاستحقاق الرئاسي، تعمد أن يوازن بين فرنجية وعون، رغم موقفه الداعم لعون في معركة الرئاسة. وهذا ما أشار إليه بوضوح في إطلالته المتلفزة، ولم يتأخر فرنجية برد التحية بمثلها لنصر الله ووصفه بسيد الجميع، وانتهت الأمور عند هذا الحد.
لكن حسب المعلومات، فإن عودة الحريري إلى بيروت وإعلانه صراحة بأنه يدعم ترشيح فرنجية أخذت الأمور منحى آخر، خصوصاً بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس “المردة” أخيراً، بما يشير إلى تأزم المواقف بينه وبين حلفائه، وخاصة تكتل “التغيير والإصلاح” و”حزب الله”، وبالنظر للعلاقة المتينة التي تربط النائب فرنجية برئيس النظام السوري بشار الأسد، فإن نصر الله وإذا ما وجد أن فرنجية مستمر بترشيحه، مع ما يشكل هذا الموقف من تداعيات سلبية على فريق “8 آذار”. فإنه لن يتردد بمطالبة الأسد التدخل لإقناع فرنجية بسحب ترشيحه، لمصلحة النائب عون، لإيصاله إلى قصر بعبدا.