كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:
الواضح بالنسبة إلى سمير جعجع أن ما قبل 18 كانون الثاني ليس كما بعده. اتفاقه مع العماد ميشال عون وتبنّيه مرشحاً للرئاسة ثابت ومستمر ويتخطى الرئاسة الى بناء الدولة الحقيقية على قاعدة “الرئيس القوي”.
إذا أصبحت قوى 14 آذار بيتاً بمنازل كثيرة، فلا يختلف الوضع بالنسبة الى فريق 8 آذار. في رأي جعجع ان ما حلّ بفريقه لا يختلف عما حلّ بالفريق الآخر. وإذا كانت “نكتة” الرئيس سعد الحريري التي وجهها إلى جعجع في “البيال” وأعقبتها زيارة لمعراب، ما زالت تتردد على كل الألسن، فإنها بالنسبة الى رئيس “القوات” حلقة ومرّت، وخصوصاً أنه ضحك لها، “أنا معتاد على الحريري في الحياة العادية، هذا طبعه، لا يمسك كتاب البروتوكول ويتقيد به. أنا لا أبرر لكن الأمر غير مقصود. أما اذا كانت النكتة حلوة أو سمجة فهذا أمر آخر، لم يحرجني، أحرج فقط عندما أتصرّف أنا خطأً في أمر ما”. يُسأل جعجع أيهما أسمج النكتة أم الصورة في ختام الاحتفال، بضحكة يجيب: “الصورة”.
في دردشة مع حلقة من الصحافيين والإعلاميين في معراب، يصف جعجع اللقاء مع الحريري بالجيد: “لم يكن مقرراً من قبل واتفقنا على اللقاء في البيال”. ولا علم له ما اذا كان االسفير السعودي طلب الى الحريري زيارة معراب. لا شك في انهما غير مقتنعين، كل منهما بخيار الآخر رئاسياً، “لكن اتفقنا ان نكمل سوياً من دون خلاف، فكل واحد منا على موقفه وهذا الأمر يجب ألّا يفسد في الودّ قضية”. فما يتوقف عنده جعجع في خطاب “البيال” هو الطرح السياسي وتحديداً ما يتعلق بـ”حزب الله” وما يفعله، وتأكيد الحريري أن “تيار المستقبل” لن يقاطع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.
ولا ينفي جعجع أنه يحاول اقناع الحريري بالسير بخيار العماد عون رئيساً، ويرى ان من حقه الدستوري ترشيح النائب سليمان فرنجيه، “ولكن لو كنت مكانه، وهو الذي يريد ان يكون تياره عابراً للطوائف، ما “بزعّل” 85 في المئة من المسيحيين”. ووفق استطلاعات الرأي أيضاً “أرقام بطرس حرب الشعبية قريبة من أرقام فرنجيه، وحزب “القوات” اليوم عابر للطوائف وعنده نسب تأييد مختلفة ضمن كل الطوائف مقارنة ببقية الأحزاب”.
يصوّب جعجع على “حزب الله” ليقول انه لا يريد رئيساً للجمهورية حتى اثبات العكس. “فالحزب وضع ترشيح العماد عون ليوم الدين أي بالمنزلة المقدسة، وهو مرشحهم الأول ويحمي ظهر المقاومة والأكثر حجماً وتمثيلاً. فليذهبوا إلى مجلس النواب وينتخبوه رئيساً”. ويذكّر بأن فرنجيه قال في مقابلته الاخيرة اذا اتفقت “القوات” مع “التيار الوطني الحر” فهو مع العماد عون، وهذا ما حصل، “شو عدا ما بدا؟”. ويرى فريق 8 آذار ضائعاً “ومضيّع الناس معه”. هو يرى ان “القوات” أمّنت لعون الأصوات المطلوبة لانتخابه رئيساً، “ففي جلسة الانتخاب الأولى نزلت في صندوقة الاقتراع 57 ورقة بيضاء و”القوات” 8 أصوات. “لو كنت مكان الحزب لما ترددت ولا أنتظر موعد الجلسة الثانية للانتخاب”. وانطلاقاً من متابعته التحليلات الاعلامية، يرى جعجع أن “حزب الله” منزعج من “دلقة” فرنجيه على الحريري.
ويدافع جعجع عن خياره نافياً ان يكون اتفاقه مع عون اصطفافاً طائفياً تحديداً، “فالنقاط العشر التي اتفقنا عليها ليست طائفية، واذا ما قارناها بإعلان بعبدا لوجدنا أنها نسخة متقدمة عنه. أسوأ ما يمكن أن نقع فيه هو عودة الاصطفاف المسيحي – المسلم، وسأفعل ما يمكن لعدم العودة اليه او الى العام 1975”. كما ان عون ليس من رموز الوصاية السورية “بل فرنجيه كان من ذاك العهد، وعندما كنت في السجن كان يردد انه ابن حافظ الأسد وأخو بشار”.
يرى جعجع أن العماد عون أقل شخص “8 آذاري” في فريقه. وان الفراغ لا يمكن ان يستمرّ أكثر من شهر أو شهرين. ويؤكد أن “السعودية لا تضع “فيتو على أي من المرشحين للرئاسة بمن فيهم العماد عون”.
جعجع كرر عدم الطلب الى أحد بفتح خطوط او علاقات مع “حزب الله”، فكل يوم “نجلس معاً في مجلس النواب وهناك يكون التعاطي ونقطة على السطر. لا الحزب متحمس للحوار معنا ولا نحن (…)”.