IMLebanon

علي الأمين: قرار السعودية يستحق الشكر

hezbollah

اعتبر الباحث السياسي علي الأمين أن “حزب الله” “بات شريكًا في نظام يتسم بالمحاصصة وله دائمًا حصة الأسد، لكونه طرفًا سياسيًا أساسيًا في الحكومة وفي البرلمان، وهذا ما يجعله صاحب الكلمة العليا في التعيينات الإدارية والعسكرية والقرارات المالية وموازنات الوزارات، خصوصًا تلك التي تركز على المشاريع التي تعنيه، يضاف ذلك إلى قوته الذاتية ودولته الخاصة، عدا عن أنه المدخل الإلزامي والضروري لأي مواطن شيعي يريد أن يدخل إلى الدولة”.

ولفت الأمين في حديث لصحيفة ”الشرق الأوسط”، إلى “نفوذ حزب الله القوي جدًا في المؤسسات الأمنية والعسكرية الذي يعطيه قيمة مضافة بالتأثير على خيارات الدولة”. ومن ثم يشرح “خلال السنوات السبع الأخيرة لا يمكن أن تصدر قرارات حكومية أساسية لا يوافق عليها الحزب، في حين يمكن أن تصدر قرارات أخرى لا يوافق عليها خصومه، ومنها على سبيل المثال الإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري، وفرض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بفعل (القمصان السود) (انتشار مسلحين من الحزب بالقمصان السود في بيروت وبعض مناطق جبل لبنان)، وهذا يعني أن حزب الله وحده من يمتلك حق الفيتو على أي قرار”، لافتًا إلى أن “تأثيره على المؤسسات الأمنية والعسكرية واضح”، مستطردًا: “صحيح أن هذا التأثير ليس على مستوى تواطؤ قيادة الجيش والقيادات الأمنية معه، لكن حزب الله قادر على التأثير في قراراتها الاستراتيجية، وخير دليل على ذلك دوره العلني في تعيين من هم على رأس الهرم العسكري مثل المجلس العسكري، ومعلوم أن للحزب حصة راجحة داخل مؤسسة الجيش وهو يستقوي فيها”.

ووفق رأي الأمين، فإن “قوة حزب الله العسكرية والأمنية هي الراجحة والمرجحة والمقررة، ووحدها لها حق الفيتو، لذلك إن طبيعة وجوده تحت شعار المقاومة ومحاربة الإرهاب تسللت إلى مفاصل الدولة، وباتت متحكمة بخياراتها بنسبة 80 في المائة على المستوى الاستراتيجي، من دون أن نقلل من الجانب الاقتصادي والخدماتي الذي جعله يشكل مصدر استقطاب الجمهور، وجعل لا مفرّ لأي شيعي يرغب الدخول إلى وظائف الدولة إلا عبر المرور به”.

ولا شك أن وضعية “حزب الله” داخل مؤسسات الدولة هي الوضعية المثالية، يقول الأمين: “ما جعله أكبر المستفيدين من الدولة، من دون أن يتحمل تبعاتها على قاعدة له الغُنم ولا يتحمّل الغُرم”. وفيما يشبه التحذير من خطر انتصار مشروع هذا الحزب في لبنان.

ويوضح الأمين أن “القرار السعودي بوقف قرار مساعدة الجيش اللبناني، أرادت المملكة من خلاله أن تقول للبنانيين إنها ليست معنية بتفاصيلهم بعد الذي رأته منهم، وليست مضطرة للبحث عن ذرائع، ويبدو أن مسايرة الدولة زاد من ضعف هذه الدولة”. ويستطرد: “ربما قرار السعودية بوقف الهبة للجيش اللبناني يستحق الشكر، لسبب بسيط، وهو أن اللبنانيين لم يظهروا اهتمامًا جديًا ببناء جيش حقيقي ولم يقدموا مرجعية الدولة على ما سواها”، لافتًا إلى أن “كل هذا الدعم الذي يتلقاه لبنان لا يبدو أنه يصب في مصلحة مشروع بناء الدولة”.