رأى النائب نضال طعمة أن رصد الحركة السياسية في البلد، ومقاربتها مع الأفق الأسود في موازين المنطقة، يؤشر إلى ضرورة الإقلاع عن سياسة التعنت والإصرار على التعطيل دون هامش للأخذ والرد، ودون الأخذ في الاعتبار أن ثمة بلدا تحتاج رئتيه إلى التنفس، فلا يجوز بعد أن نطبق عليه أكثر مضيقين على أبنائه، وحارمين إيامهم فرصة امتدادهم باتجاهات الواحات المحيطة بهم.
طعمة، وفي تصريح، قال: “جاء موقف المملكة العربية السعودية ليشكل صفعة لكل المبالغين في معاداة المسار العروبي في مواجهة أزمة المنطقة، والغارفين من معين خصومها في ميدان النزال الإقليمي. ونحن ما دعونا يوما كي نكون طرفا، وما رضينا بإقحام لبنان في الصراع القائم في المنطقة. والسؤال المطروح لمصلحة من دخولنا في محور يستعدي الدول العربية التي تشكل الامتداد الثقافي والحضاري للبنان وشعوب المنطقة، والرئة الاقتصادية للبنان ولعدد لا يستهان به من اللبنانيين”.
وتابع: “إننا واثقون أن هذا الموقف السعودي ليس خيار المملكة الاستراتيجي تجاه لبنان، إنما يعبر عن رسالة واضحة وصريحة لكل من يعنيه الأمر أن لا يمكنكم أن تشربوا من البئر ثم ترمونه بالحجارة”.
أضاف: “ليس موقف وزير الخارجية اللبنانية، ولا قصور السياسة اللبنانية عن إصدار موقف واضح وصريح في الوقوف إلى جانب دولة عربية أهينت وتم الاعتداء على سيادتها وفق المواثيق الدولية إلا الشعرة التي قصمت ظهر البعير. وهنا نناشد دولة رئيس الحكومة والقيادات الحكيمة في البلد أن نكون موضوعيين في مقاربة الحياد اللبناني. فكيف يكون حيادا تدفق المقاتلين عبر الحدود دون حسيب أو رقيب للانخراط في معارك الآخرين من جهة، والتنكر للحقوق العربية وإدارة الظهر للاجماع العربي من جهة أخرى”.
وفي سياق آخر، قال طعمة: “في الوقت الذي ينبغي فيه أن تستعد القرى والبلدات والمدن اللبنانية لانتخاباتها البلدية، فوجئنا بقوى الأمر الواقع في السعديات تشتبك بالسلاح مع أهلها، ونسأل لماذا زج باسم تيار المستقبل في المعمعة؟ هل يأسوا من الحوار؟ هل هالهم الحراك الإيجابي الذي خلقه الشيخ سعد ويريدون خلق أجواء التوتر للاستمرار في فرض الأمر الواقع على لبنان واللبنانيين؟”