Site icon IMLebanon

إعترافات قَتَلة الجَمل والعسكريّين وآسري جنود الجيش!

 

 

 

كتبت نسرين يوسف في صحيفة “الجمهورية”:

للإرهاب متفرّعاته ولأداوته طرُق خاصة. لكنْ مهما امتزَجت الأحقاد والأموال والعوامل الإجرامية ومهما كان الثمن غالياً، إلّا أنّ نهاية الإرهابيّين محكومة بنهاية لا يُمكن الهروب من قصاصها… في إمارة عرسال قصّة إرهاب ودم، والمستهدَف فيها كان الجيش اللبناني.إلتقَت مصلحة «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» على تصويب الإرهاب في اتجاه الجيش اللبناني، ومن ضمن حركتهما الناشطة كانت بوّابة بلدة عرسال منطلقاً لهما والمنطقة الأسهل وقتها للتحرّك في اتجاه المراكز الأمنية.

فتمّت مهاجمة أكثر من مركز، ومِن بينها مركز «الكتيبة 83» قرب «مهنية عرسال» المعروف بمركز المهنية الذي استشهد من عداده ضابطان وثلاثة عناصر وُجدت جثامينهم بين الأشجار المحيطة بالمركز.

القتَلة الإرهابيّون تمّ توقيفهم فيما بعد بسلسلة عمليات أمنية، وبلغَ عددهم عشرة. فأثبَتت إفاداتهم أعمالَهم الإجرامية وانتماءاتهم إلى التنظيمات التكفيرية.

قاتل المقدّم نور الجَمل

بدأ مشوار الإرهاب اللبناني ابراهيم عيسى بحلق مع «جبهة النصرة» عندما نصَحه السوري ابراهيم التويني، وهو أحد عناصر مجموعة عماد جمعة الملقّب بـ«أبو احمد جمعة»، بافتتاح محلّ في الجرد لتأمين المواد الغذائية للمسلحين الموجودين في جرود عرسال.

وهناك ومن خلال تردّد المسلحين الى محلّه تعرّف إلى السوري ابراهيم شروف وهو من أبناء بلدة القُصير السورية، فعرَض عليه الانتماء الى تنظيم «جبهة النصرة»، وتحديداً إلى مجموعة السوري أبو حسين السحلي.

موافقة بحلق جاءت سريعة وذلك على خلفيّة كرهِه وعدائه للجيش اللبناني، وهو ما يتوافَق مع عقيدة الجبهة! جاءَه المدعوّ أبو حسين السحلي إلى دكّانه وسلّمه بندقية حربيّة من نوع «كلاشنكوف» مع خمسة مماشط مليئة بالذخيرة سِعة كلّ منها 300 طلقة، وطلبَ منه البقاء على جهوزية، وهو المدرّب على استخدام هكذا نوعية من السلاح منذ الصغَر.

تمّ توقيف السوري عماد جمعة فطلبَ منه السحلي على الأثر هاتفياً أن يلاقيَه مع سلاحه في محلّة السبيل في عرسال. فاتّجَه الى المكان حيث كان هناك ما يقارب مئة مسلح من «جبهة النصرة» و»داعش». وقد انتقل مع عدد منهم بسيارة جيب «جي. أم. سي»، الى منطقة «رأس السرج»، ومن هناك وبِطلب من السحلي انتقلَ مع السوري «سيفو» لقطع طريق مفرق المستوصف ومنع المدنيين اللبنانيين والسوريين من مغادرة عرسال.

فقطعَ الطريق عند فرن «السماح» في أوّل بلدة عرسال وبعدها توجّه الى محلة المهنية بسيارة بيك أب «جي. أم. سي.» مُثبّت عليها رشاش «دوشكا» ومعه مسلّحان، بهدف مهاجمة مركز الجيش اللبناني هناك.

ركنَ ابراهيم عيسى بحلق ومَن معه البيك أب عند الدوّار قبل المهنية بنحو 500 متر، وبقيَ أحد المسلّحين قرب البيك أب لتأمين التغطية بالنار عن بُعد. تَرجّلَ هو والمدعو اليبرودي والمسلح الثاني وتسلّلوا مع مجموعات أخرى كانت قد سَبقتهم الى منطقة «المهنية» نحو المركز.

كيف قتِل الجَمل؟

يقول بحلق في اعترافاته إنّه تمركزَ مع اليبرودي والمسلّح الذي كان برِفقته خلف حائط كاراج «عيد الفليطي» الملقّب بـ«عيد ابو قطفة»، ومن هناك تمّ رصدُ مجموعة من 5 أو 6 عناصر من الجيش يسيرون خلفَ ملّالة عسكرية وبجانبها. عندها أطلقوا النار عليهم. يَروي عيسى أنّه تمكّنَ مِن إصابة أحد العسكريين وشاهده يقع أرضاً.

أصيبَ عيسى خلال المعركة في ظهره ونُقل إلى المستشفى الميداني العائد للشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ«أبو طاقية»، وهناك شاهدَ كلّاً مِن عبيدة مصطفى الحجيري ووليد عزالدين المعروف باسم وليد جمعة يُنزِلان سبعة أو ثمانية عسكريين مأسورين من «بيك أب» لون أبيض مطليّ بالوحول. وقال عيسى إنّه علمَ من السوري ابراهيم التويني وابن عمّه فادي اللذين حضَرا لزيارته والاطمئنان عليه أنّ العسكري الذي أصابه قد قُتل وهو «المقدّم نور الدين الجَمل»!

وبعد جريمة ابراهيم عيسى الإرهابي، تاجر بالأسلحة الحربية، حيث اشترى من شخص سوريّ ملقّب بـ»أبو بكر» من مجموعة «ابو عرب جندل» التابعة لـ«داعش» 4 قذائف «آر بي جي» بمبلغ 370 دولاراً، لكنّه أعادَها له بعد يومين، لعدم تمكّنِه من بيعها.

كما اشترى 4 بنادق «فال» من السوري ابو حسين من القُصير ويَقطن في مخيّم النازحين في وادي حميد بمبلغ 1800 دولار وباعَها إلى سوري يدعى «عقاب» يقيم في مخيّم النازحين في عرسال بمبلغ 2000 دولار، كما اشترى قبل توقيفِه بيوم واحد بندقية كلاشينكوف معطّلة من السوري ابو حسين بمبلغ 550 دولاراً ووضَعها عند شخص سوري من فليطا ملقّب بـ»أبو عدي» يملك دكاناً في عرسال.

السوري فرحان محمد العمر

التحقَ فرحان العمر بالمجموعات المسلّحة وانتقل معهم من القُصير الى يبرود، ومِن ثمّ الى جرود عرسال والبلدة. شاركَ في أحداث عرسال بالاعتداء على مراكز الجيش بعدما انتمى الى «كتائب الفاروق» بقيادة السوري موفّق الجريان الملقّب بـ«أبو السوس» وكان قائد مجموعته السوري أنس جركس الملقّب بـ»الشيشاني». المجموعة الإرهابية كانت تضمّ نحو 25 مسلحاً جميعُهم من السوريين، وكان العمر يتقاضى من جركس 200 دولار شهرياً.

في تاريخ 2-8-2014 وبَعد توقيف قائد «لواء فجر الإسلام» عماد جمعة، تلقَّت مجموعته أوامرَ من «الشيشاني» لمهاجمة مواقع الجيش اللبناني لأسرِ أكبر عدد ممكن من العسكريّين للتفاوض عليهم لإخلاء سبيل جمعة. ويقول العمر إنّه مِن ضمن مجموعة الشيشاني: حسين الفيصل، علي طراد، علي طوغان، محمود عامر، علاء، محمود عنطوز، حسن مسخ وعلي شميس وغيرهم من الإرهابيّين.

توجَّه والمجموعة التي بلغَ عددها 70 إرهابياً من عرسال إلى حاجز وادي حميد حيث وقعَ اشتباك مع عناصر حاجز الجيش، وعاد مع مجموعته إلى ساحة عرسال حيث تمَّت مراقبة الطرق المؤدّية الى هناك للتصدّي لعناصر الجيش ومنعِ تقدّمِهم نحو المراكز الثابتة له والتي يحيط بها المسلحون ويسيطرون على بعضها.

تعرّفَ العمر على كلّ من عبد الكافي وبلال جركس، أشقّاء أنس جركس، في يبرود، وهما شارَكا في أحداث عرسال في الهجوم على حاجز وادي الحصن بقيادة السوري «ابو الهمام»، القيادي في «جبهة النصرة» ومِن ضمن مجموعته السوري «أبو الزبير».

أسرى الجيش في مسجد أبو طاقية؟

في ليل 3-8-2014، شاهدَ العمر عناصر من «فجر الإسلام « يقتادون 7 عسكريّين أسرى، أحدُهم مصاب في رأسه، وتمّ احتجازهم في الطابق الأوّل من مسجد «ابو طاقية» وهو مستشفى ميداني. ويقول العمر إنّه عَلم لاحقاً أنّ مجموعتَه قد أسرَت نحو 6 جنود من الجيش.

السوري صالح مصطفى عامر

هو حلّاق رجالي انتقلَ عام 2013 مع أهله للسَكن في عرسال حيث عمل هناك في منشرة حجر. إنضمَّ والده مصطفى عامر إلى صفوف «جبهة النصرة» في جرود عرسال ضمن مجموعة اللبناني جمعة عزالدين الملقّب بـ»أبو علي جمعة» ومركزها في مرطبيا في جرد قارة، وكان يتقاضى مبلغ 200 دولار.

أقنع الوالد ابنَه صالح بالانضمام الى «النصرة» في جرود عرسال مقابل راتب 100 دولار فوافق. خضَع عامر لدورة تدريب عسكرية مثل قتال شوارع وتفكيك وتركيب بندقية كلاشنكوف ضمن مجموعة «ابو علي جمعة»، وتسلّمَ بَعدها بندقية كلاشنكوف مع 5 مماشط وجعبة.

أسرُ العسكريّين في وادي الحصن

على غرار اعترافات مجموعة العشرة أشخاص، أعطيَت الأوامر بمهاجمة مراكز الجيش لقتلِ بعضهم واعتقال البعض الآخر على خلفية اعتقال قائدهم الإرهابي «ابو أحمد جمعة».

يقول عامر إنّ الأوامر أعطيَت بالهجوم على حاجز وادي الحصن، على أن يتمّ بشكل أساس أَسرُ ما تمكّنَ مِن العناصر. توَجَّه مع مجموعته الى منطقة المناشير مقابل حاجز الجيش في وادي الحصن حيث انضمّت إليهم مجموعات من «جبهة النصرة» وبلغَ عدد العناصر نحو 25 عنصراً.

بدأ إطلاق النار على عناصر الجيش اللبناني وتمّ إطلاق قذائف «آر. بي. جي.» على مركزهم، فقتِل بعض العسكريين وأُسِر ستّة منهم، قتِل احدهم. ثمّ استولوا على محتويات النقطة ومِن ضمنها 4 ملالات وجيب هامر وأسلحة وذخائر من مختلف الأنواع.

أمّا عناصر مجموعة عامر الذين شاركوه في العملية الإرهابية فهم: جمعة عزالدين، مصطفى صالح عامر، أحمد خالد دياب، شفيق أحمد المعروف بجاسم، شحادة المصري، وعبد الرحيم عامر.

بقيَ الجيش اللبناني عرضةً للعمليات الإرهابية حيث شكّلَ ولا يزال يشكّل مانعاً حصيناً لمخططات «داعش» و»النصرة» وغيرهم من التنظيمات الإرهابية. إلّا أنّ القبض على قادتهم وعناصرهم خفَّف كثيراً من مخاطر الاعتداء على الجيش الذي يواجه يومياً حركة تسلّلِهم على الحدود.