كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”، في غمرة انهماك ريفي باستقبال المتضامنين معه، تسارع عقيلته المحامية سليمة أديب نحوه، لتهمس في أذنه “الرئيس السنيورة على الخط”، ليدور بينهما الحوار التالي:
رحب ريفي بالسنيورة، وأنصت قليلا ثم قال: لم أعد أحتمل دولة الرئيس، الأمور وصلت الى حدها، حتى وصلنا الى تهديد علاقتنا بالسعودية، بعدما خالفنا الاجماع العربي.
السنيورة: لكن هذه الاستقالة تخالف توجهاتنا.
ريفي: أنا أساعد في توجهاتكم، لم أعد أستطيع أن أكون مطية لـ “حزب الله”، فالحكومة غير قادرة على حل أزمة النفايات، ولم تفعل شيئا في ملف ميشال سماحة، ونحن أعجز أن نصون علاقاتنا العربية، وتحولنا الى حكومة “حزب الله”، مثل الحكومة السابقة.
السنيورة: لكن كان من المفروض أن تنسق معنا. ربما كنا قدمنا استقالة جماعية.
ريفي: أنا دعوت الجميع الى الاستقالة، وأتمنى استقالة وزراء “المستقبل” و “14 آذار” من الحكومة، وخلينا نطلع واقفين على إجرينا ولا نسقط في ملف النفايات.
السنيورة: كان من المفترض أن تتشاور معنا على الاقل يا معالي الوزير.
ريفي: دولة الرئيس أنا أعمل قناعاتي وأنا لست جزءا عضويا من “تيار المستقبل”، ولم أعد أطيق الجلوس على طاولة مجلس الوزراء، وأذكرك بأن ملف سماحة لم نستطع مناقشته خلال أربع جلسات.
السنيورة: شو الحل؟ أليس من الأفضل أن نكون داخل الحكومة ونصوّت.
ريفي: تستطيعون أن تستفيدوا من موقفي، ونحن تحولنا من حكومة ربط نزاع الى مطية لـ “حزب الله”، حتى التصويت وآلية إصدار القرارات يطوقنا ولا يطوق الفريق الآخر.
السنيورة: كنت تمهّل 24 ساعة وأعلن استقالتك بعد جلسة الحكومة الاثنين.
ريفي: لم أعد أحتمل. وعلى العموم لقد خففت عنكم عبئي، وأنا أعمل قناعاتي، والأمور لم تعد تحتمل تعاطيا تقليديا، لذلك قلبت الطاولة، وأعلم أن موقفك متقدم أكثر مني، ولكن أنا لا أرضى أن يستغل وجودي في حكومة تعمل لمصلحة “حزب الله”.
السنيورة: نعم، لكن كان بوسعك أن تؤجل الاستقاله ليوم غد (الاثنين 22/2/2016)
ريفي: كان المفروض أن أقدمها بالأمس وقبل الأمس. الناس غير موافقة على سلوكنا، والنقاش الأخير في مجلس الوزراء على النفايات كان مخجلا وكان من المفترض أن ننسحب ونعلن استقالتنا بعدها.
السنيورة: هل بالانسحاب نحل الأمور؟
ريفي: أنا لم أنسحب، أنا باق على ثوابتي مع أهلي.
السنيورة: كما تشاء أتمنى لك التوفيق.
ريفي: شكرا دولة الرئيس، وإن شاء الله ندرس الخطوات المقبلة.