فاديا دعبول
في ظل التحديات التي تهدد أصحاب مزارع الابقار في الكورة بالاقفال، يعمل مركز الارشاد الزراعي في القضاء، التابع لوزارة الزراعة، على الوقوف الى جانب اصحاب هذه المزارع للتخفيف قدر المستطاع من مشاكلهم الجمة، ولا سيما ان الصرخات تعلو جراء ارتفاع أسعار العلف وتدني أسعار بيع الحليب.
وما يطالب به أصحاب المزارع التوازن بين أسعار الحليب المتدنية، وفق تسعيرة الوزارة، وأسعار العلف وزيادة تقديمات الوزارة من الاعلاف بما يناسب حاجة المزارع، بحيث ان “كلفة الاعلاف باتت تشكل عبئا كبيرا لا يمكن تحمله” وفق سمير فاخوري ما يؤدي الى توقف العمل واقفال المزارع، اذ ان سعر كيلو الحليب هو الف ليرة وكيلو العلف بـ 800 ليرة.
ويطالب فاخوري، مع سائر أصحاب المزارع، الدولة بالمساعدة، بحيث ان قسيمة واحدة من العلف الذي تقدمه وزارة الزراعة مرة في السنة، مجانا، لكل مزرعة لا يكفي”. كما ان كلفة الادوية العلاجية الباهظة للابقار، واجر الطبيب البيطري، عدا عن مصاريف الاجراء والعمال وغير ذلك، كلها لم تعد تمكن صاحب المزرعة من الاستمرار في العمل في هذا القطاع، رغم ان الطلب على الحليب يتزايد الا ان اسعار تصريفه تبقى متدنية”.
وأمام الصعوبات التي يعاني منها اصحاب مزارع الابقار في الحصول على مساعدات بالاعلاف من الوزارة، توضح مسؤولة مركز الارشاد الزراعي في الكورة المهندسة مروى حمود ان “الوزارة تعتمد برنامجا سنويا يعمل على تطوير زراعة الاعلاف وتربية الماشية”، مشيرة الى “سعي المراكز لتشجيع مربي الابقار لتقديم طلبات للانضمام الى هذه البرامج والاستفادة منها لتأمين الاعلاف وتحسين انتاجيتهم بالحليب”.
وأكدت انه خلال هذه البرامج يتم “اعادة ترقيم الابقار، واحصاء الجديد، وتوزيع الاعلاف”. كما لفتت النظر الى برامج سنوية خاصة بالابقار تعمل على “توزيع معقمات ومطهرات للمزارع، وتقديم التوعية والارشاد لمربي الابقار، كما يتم بشكل دوري من شهر كانون الثاني حتى كانون الاول، تلقيح الابقار والماعز”.
ومن أبرز التحصينات الوقائية والمعالجات التي تعمل الوزارة عليها تتعلق بالحمى القلاعية عند الابقار والماعز والغنم، والانتروكسيميا والحمى المالطية عند الابقار، والحمى المالطية عند الاغنام والماعز، والانتروكسيميا – طاعون المجترات الصغيرة.
وازاء المشكلات الصحية التي تعاني منها الأبقار وتراجع الإنتاج يؤكد المساعد الفني البيطري فرانسوا الشدياق على ضرورة متابعة مربي الابقار لارشادات وزارة الزراعة والتقيد بها، لا سيما ان الوزارة تنظم ندوات توعية للحفاظ على نظافة المزارع لتجنب الامراض وتأمين وسلامة الابقار”، مؤكدا ان المتابعة الدقيقة في المزارع لكل عمليات النظافة والتهوئة المتعلقة بالمزرعة، والعناية بالابقار، وتأمين التغذية السليمة لها، والنظافة اللازمة لضرعها وكافة المواد المستعملة، يؤدي حتما الى زيادة انتاجها من الحليب وتراجع أمراضها وتكاثر ولاداتها.”
يبقى ان مشاكل مزارع الابقار تتواصل في ظل غياب اي وجه من اوجه الاعمال التعاونية المتعلقة بهذا القطاع في الكورة، بحيث ان وجود تعاونية واحدة يؤمن الارشاد المطلوب بشكل موسع، ويوفر الكثير من المال على اصحاب المزارع من حيث تشكيل عامل ضغط لتخفيض اسعار بيع الاعلاف، وبيع الحليب باسعار مرضية.