Site icon IMLebanon

صيدا تخرق المحظورات وتستقبل مخلّفات المناطق!

WastePlantSaida

 

كتب محمد صالح في صحيفة “السفير”:

لم تعد مسألة إدخال عشرات الأطنان من النفايات من خارج صيدا إلى معمل الفرز والمعالجة الواقع في جنوب المدينة موضوعاً سرياً يجري تداوله في الكواليس الصيداوية. فقد خرجت القضية إلى العلن بموجب تصريح رسمي من أعلى جهة بلدية. وذلك بعد اكتشاف فضيحة «تهريب النفايات» التي أشارت إليها «السفير» السبت الماضي.

قبل أشهر عدّة، ومنذ استفحال أزمة النفايات في بيروت وتحديداً بعد إقفال مطمر الناعمة، جرت محاولات عدة في السر والعلن لاستقبال ما بين 200 إلى 300 طن من نفايات بيروت إلى معمل الفرز والمعالجة في صيدا، (طاقته الاستيعابية نحو 500 طن نفايات حصة صيدا منها مع اتحاد بلديات صيدا الزهراني وعين الحلوة نحو 200 طن من النفايات يومياً). إلا أن هذه المسألة كانت تجابه برفض مطلق ومعارضة شديدة من الفعاليات السياسية الصيداوية، ومن الهيئات الشبابية والمجموعات البيئية واعتبار ذلك من المحرّمات.

لكن ماذا تغير اليوم حتى صار مشهد الشاحنات المحملة بأطنان النفايات مألوفاً في صيدا؟ علماً أن تلك النفايات بكمياتها الكبيرة تنقل من الحازمية والذوق في جبل لبنان إلى معمل الفرز في عاصمة الجنوب «للفرز والمعالجة».

وما يزيد الأمر غرابة هو أن النفايات المنقولة إلى معمل المدينة لا تقتصر فقط على مخلفات المنازل، إذ إن هناك نحو 5 أطنان من نفايات مسلخ بيروت (عبارة عن أحشاء ذبائح وأوساخها) باتت تنقل إلى عاصمة الجنوب أيضاً من دون أن تثير اعتراضاً يُذكر.

تعليقاً على ما يجري يكشف رئيس بلدية صيدا محمد السعودي بعض التفاصيل، مؤكداً المعلومات المتداولة، يقول: «نعم تدخل النفايات إلى صيدا، وذلك بعدما وافق الجميع على ذلك».

وإذ يعترف السعودي بأنه «كان قد تعهّد للمرجعيات السياسية في صيدا، وللمستقلين في المدينة والفعاليات الهندسية بعدم إدخال أية نفايات من خارج المدينة إلى معمل صيدا»، يشدّد على أنه ربط ذلك بشرط عدم قبول أي نفايات إلا بعد تأمين مطمر صحي للعوادم خارج المدينة، وعدم وجود عوادم تصدر عن أعمال الفرز والمعالجة، أي عندما يصل المعمل إلى نتيجة «صفر عوادم». يضاف إلى ذلك الحصول على موافقة جميع الأطراف السياسية والفعاليات في المدينة أي النائبة بهية الحريري وأمين عام التنظيم «الشعبي الناصري» أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ومسؤول «الجماعة الإسلامية» بسام حمود.

هكذا يوضح السعودي أن «السماح بإدخال النفايات إلى صيدا جاء بناء لاجتماعات عقدها المهندس سامي بيضاوي منتدباً مني شخصياً ومن إدارة المعمل. وكونه أحد المسؤولين في المعمل مع كل الفعاليات السياسية في المدينة حصل على موافقتهم، وأبلغني الأمر».

يضيف السعودي أن الأمر الثاني الذي أدّى لقبول ادخال النفايات هو وصول المعمل بآلياته المعتمدة والتقنيات التي استقدمها ويستخدمها الى نتيجة صفر عوادم، ولم يعد يطمر أية نفايات في البحيرة المجاورة له كما كان يحصل سابقاً. وتم إغلاق وإقفال المسرب بالكامل الذي فتح في جدار المعمل ويؤدي إلى البحيرة. وبإمكان اي كان من الفعاليات السياسية والهندسية والمستقلين والبيئيين زيارة المعمل والتأكد بأنفسهم من هذه النتيجة (صفر عوادم). وأنا حاضر لمواكبتهم والمعمل فتوح أمام الجميع».

ويلفت رئيس البلدية الانتباه إلى «أن معمل صيدا يستقبل حالياً ما بين 50 الى 60 طناً من النفايات يومياً من منطقتي الذوق والحازمية في جبل لبنان. ويدفعون للإدارة ثمن استقبالها وفرزها ومعالجتها فوراً وبشكل مباشر عن كل طن 95 دولاراً غير أجرة النقل».

ويشير إلى أن «ثلاث سيارات تابعة للمعمل تتولى نقل هذه الكمية، إضافة لسيارات شركة Ntcc) شركة مهمتها نقل النفايات). علماً أن إدارة المعمل لم تقبض من الدولة اللبنانية أي فلس من حصتها عن استقبال ومعالجة وفرز نفايات اتحاد بلديات صيدا الزهراني والتي تقدّر بنحو 200 طن يومياً»، لافتاً الانتباه إلى «أن أكثر من بلدية عرضت على المعمل أخذ نفاياتها، لكننا في بلدية صيدا لم نوافق».

أما بالنسبة لمسلخ بيروت فيكشف السعودي «أن معمل نفايات صيدا يستقبل أيضاً الأحشاء التي تصدر عن المواشي، والتي تذبح في مسلخ بيروت وهي 5 أطنان يومياً لكن لا تطمر في البحيرة بل تعالج في المعمل باستثناء عظام المواشي التي لا يسمح المعمل بإدخالها في الوقت الحاضر، وتبقى في مكانها في مسلخ بيروت لأن لا إمكانية لمعالجتها في المعمل الآن. ومن الممكن في المستقبل أن تستقدم العظام الى معمل صيدا لتعالج أيضاً بعد استقدام تقنيات خاصة بها».

ونفى السعودي أن تكون «أكوام النفايات، تقدَّر بالأطنان، المكدّسة في حرم منشآت معمل النفايات موضبة للطمر في البحيرة»، مشيراً إلى «أنها أكوام من الأقمشة ولن تُطمَر في بحيرة صيدا وهي تستخرج من النفايات المنزلية بعد فرزها، يتمّ غسلها وتوضع في حرم المعمل تمهيداً لتنقل الى شركة (سوكومو) في البقاع، حيث توجد هناك محرقة وتستعمل كوقود بديل عن الديزل».