كتب رامح حمية في صحيفة “الأخبار”:
لم يتأخر الجيش كثيراً في متابعة «صيده الثمين» ورصده. أحمد أمون المعروف في بلدته عرسال بـ»البريص»، يُعَدّ وخليته من أشهر المطلوبين المنتمين إلى تنظيم «داعش» في عرسال. ذاع صيت الشاب الثلاثيني بعد تنفيذه وخليته المسلحة التي يطلق عليها اسم «مجموعة أبو عبد السلام» عمليات إعدام وتصفية واغتيال عدد من أبناء بلدة عرسال، حتى بات يشكل مصدر خوف وقلق لدى أبناء بلدته، وآخر تلك العمليات إقدامه على اغتيال المؤهل في فرع المعلومات زاهر عز الدين، وقتله قبلها مخيبر عز الدين طعناً بالسكاكين، بحسب ما يروي عدد من أبناء بلدته عرسال.
«الصيد الثمين» للجيش، وبعد تمكنه من الفرار من عملية الجيش فجر الرابع من شباط الجاري، ومعه القيادي في التنظيم نفسه «أبو بكر الرقاوي»، (قتل في العملية عدد من قياديي داعش، منهم أنس زعرور وأصيب آخرون)، وقع عصر يوم أمس في قبضة الجيش بعد عملية رصد دقيقة لتحركاته داخل أحياء البلدة. قوة من الجيش رصدت سيارة أمون وهي من نوع تويوتا لونها أسود مع زجاج حاجب للرؤية في محلة طريق الجمالة، في محيط منزله وبالقرب من مخيم «الملعب» للنازحين السوريين. اشتباك محدود بين الجيش وأمون ومجموعته، أصيب خلالها أمون بجروح طفيفة تمكن بعدها الجيش من سحبه ونقله سريعاً خارج بلدة عرسال، ومن ثم باتجاه وزارة الدفاع. في وقت لاحق لعملية الجيش، سُجل ظهور لعدد من المسلحين المقنعين في عرسال، قصدوا منزل محمد وهبة ابن بلدة عرسال، وأطلقوا باتجاهه النار من أسلحة حربية. وأكد عدد من أبناء بلدة عرسال لـ»الأخبار» أن المجموعة المسلحة هاجمت المنزل، بعد توجيه المسلحين اتهاماً إلى وهبة «بالتعامل مع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، ومساعدتهم في توقيف مسؤولهم أحمد أمون»، وقد أصيب الدركي ح. الفليطي أثناء مروره في المكان. إلا أن المعلومات أكدت أن وهبة كان قد ترك منزله منذ فترة، بعدما تعرض منتصف كانون الثاني لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة على طريق منزله، حيث نجا وعائلته بأعجوبة.
«البريص» لم يكن يسكن بلدة عرسال، بل يُعَدّ بحسب العراسلة من سكان محلة مشاريع القاع، وقد انتقل إلى البلدة مع بدء الأزمة السورية، حيث شرع في بعض أعمال التهريب مع المسلحين باتجاه الجرود، ليشكل في وقت لاحق مجموعة صغيرة من المسلحين ويبدأ بأعمال خطف وقتل وتصفيات وفق «أحكام شرعية من محاكم وشرعيي تنظيم «داعش»».
مصادر أمنية أكدت لـ»الأخبار» أن أمون يمثل «صيداً ثميناً» للأجهزة الأمنية، خصوصاً أنه ينتمي إلى أحد «أخطر التنظيمات الإرهابية» بعد تعيينه «مسؤولاً لقطاع عرسال» في تنظيم «داعش»، بالإضافة إلى كونه مطلوباً بجرائم «تفخيخ سيارات واحتجاز عسكريين وهجوم على مراكز الجيش إبان «غزوة عرسال»».
وتضيف المصادر الأمنية أن «البريص» ومن خلال موقعه «كمسؤول وقيادي» في التنظيم يمكنه الاطلاع على معلومات توضع في خانة «المهم جداً». كذلك يُتوقع أن يكون أمون مطلعاً على مصير العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش»، منذ «غزوة عرسال» في آب 2014، وخاصة أنه أحد الذين شاركوا في اختطافهم. كذلك يملك أمون، بحسب الأجهزة الأمنية، معلومات تتصل بالتفجيرات التي نفذها تنظيم «داعش» في لبنان، وخاصة أنه تولى تجند انتحاريين، وأسهم في نقل السيارات المفخخة في منطقة القلمون السورية إلى لبنان عبر عرسال. كذلك تملك الأجهزة الأمنية معلومات عن مشاركته في قتل راهبين وتدمير كنيسة ودير مار الياس الأثري في جوسيه، إضافة إلى وجود دور له في اختطاف ٢٠٠ مدني من بلدة ربلة السورية (ريف القصير الجنوبي) القريبة من الحدود وتصفية عدد منهم.