Site icon IMLebanon

سقوط الخارجية (بقلم بسام أبو زيد)

 

 

كتب بسام أبو زيد

بين العروبة وعرب الخليج والفرس والمفهوم العربي الخاص لسوريا ضاعت السياسة الخارجية للبنان وأصبح كل طرف يغنّي على ليلاه في أمر هو في غاية الخطورة لأنه يؤشّر في النهاية إلى أن غالبية الفرقاء اللبنانيين تدين بالولاء إلى خارج الحدود حيث التمويل والسلاح والأهم حيث القرار.

منذ أن اندلعت الحرب في سوريا تعدّدت المواقف في لبنان منها واختارت الحكومات المتعاقبة شعار النأي بالنفس. شعار انطبق فقط على من لا حول لهم ولا قوّة في الحكومات وفي مقدمهم رؤساء هذه الحكومات الذين تميزوا بالفعل باللاموقف فيما بقي الفرقاء الآخرون في الحكومات على مواقفهم.

“حزب الله” يقاتل ويقف إلى جانب النظام في سوريا والنأي بالنفس بالنسبة له هو ألا يتلقى اي ملاحظة أو انتقاد يتعلق بانغماسه في الحرب السورية وكل من يفعل ذلك فهو متهم بالخيانة بينما هو يوالي الجمهورية الإسلامية ولاء لا رجعة فيه يفرضه الولي الفقيه من دون نقاش.

أخصام “حزب الله” يردون عليه بأنه يورط  لبنان في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل ويقفون في الوقت ذاته مع القوى التي تدعم الثورة السورية وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية ويتكلمون رأس حربة في الدفاع عن خطواتها ومواقفها الإقليمية.

هكذا هي محكومة المواقف اللبنانية بما يجري حولنا ولا أقول سياسة خارجية لأن هكذا سياسة يجب أن تضع مصالح لبنان وشعبه في أولوية الأولويات وهو ما لا يتوفر عند غالبية الفرقاء حتى أن وزراء خارجية هذا الزمن وفي مقدمهم غلاة الدفاع عن المسيحيين سقطت مصداقيتهم منذ اليوم الأول عندما سخروا وجه لبنان الخارجي إما لغايات شخصية وإما لغايات سياسية تتجاوز حتى ما يفرضه الحلفاء عليهم.

كل ذلك كان يمكن الحد من إضراره لو وجد من يتحمل مسؤولية شعب ضاع بين نفايات داخلية وسياسة خارجية دفنت مع كبار كثر وأتى الصغار ليضعوا  حجارة على قبرها كي لا تقوم.