IMLebanon

وليد معلوف: القوات العربية “طريق خلاص” للجيش الروسي

 

walid maalouf

 

 

كتبت مي الصايغ في صحيفة “الجمهورية”:

الوضع الميداني الراهن في سوريا، لا يُبشّر بأي أفق لحلّ سياسي، اليوم تبدو روسيا وحيدة في الميدان السوري، لا وجود لطرف ثانٍ في وجهها يُوازيها قوة، لينطلق قطار التفاوض، في نظر الدبلوماسي الأميركي السابق من أصل لبناني، وليد معلوف.إنّ التلويح بتدخّل قوّات عربية على الأرض في سوريا ليس مجرد «مزحة». ومناورات «رعد الشمال» الحيّة في حفر الباطن في السعودية، وتقاطر قوات خليجية ومصرية وأردنية للمشاركة في التدريبات المشتركة ليس هدفه التهويل، وهو يُظهر جدّية هذه القوى في الدخول فعلياً إلى أرض المعركة في سوريا، والرئيس الأميركي باراك أوباما يدفع العرب إلى دخول هذه المعركة، على حدّ تعبير معلوف.

ويرى معلوف في مقابلة مع «الجمهورية» أنّ الروس لا يستطيعون البقاء فترة طويلة في سوريا، إذ ليس لديهم قدرة إقتصادية لدعم وجودهم العسكري على المدى الطويل، بهذا المعنى يصبح طرح تدخّل عربي بمعاونة تركيا «طريق خلاص» للجيش الروسي.

ويقول معلوف: «لو دخلت هذه القوات، سوف تُشكّل حيثية لها في الميدان، عندها سيعود الروسي إلى التفاوض على اتفاق يُنهي دور الرئيس بشار الأسد، فالرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين غير متمسّك بالأسد».

ويرفض معلوف التسليم بأنّ مصير التدخّل في سوريا لن يكون أفضل حالاً من تدخّل التحالف العربي في اليمن. ويقول:»اليمن تختلف عن سوريا، فلو دخلت قوات عربية الى سوريا، ستجد حلفاء لها من الجيش السوري الحرّ والفصائل السنّية الموالية لها، وعندها يمكن بواسطة جيش سنّي السيطرة على تنظيمَي جبهة النصرة وداعش».

ولا ينكر المدير السابق للدبلوماسية العامة لشؤون الشرق الأدنى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنّه على رغم دفع الرئيس باراك أوباما العرب الى إرسال قوات لهم إلى سوريا، هناك من يُشكّك بجدّية الإدارة الأميركية المضي في هذا الخيار.

تشكيك يعزوه معلوف إلى تراجُع أوباما عن ضرب الأسد، بعد موافقة الأخير على التخلّي عن الترسانة الكيماوية، هذا الإنسحاب خلقَ «وصمة لأوباما بأنّه رئيس ضعيف، وأنّ سياسته في الشرق الأوسط غير جدّية».

ويُذكِّر معلوف بأنّ أوباما منذ بداية الأزمة السورية كان يرفض نشر قوات أميركية على الأرض، وبقي متمسكاً بأنّ الطريقة الأنجع لمحاربة «داعش» و«النصرة» عبر تشكيل جيش سنّي.

في الوقت عينه، يعتبر معلوف أنّ لا مبالاة إدارة أوباما تجاه الوضع في سوريا، لا تعني تفويضاً أميركياً لروسيا في سوريا أو تنسيقاً على مستوى عالٍ، مشيراً إلى وجود خلافات عميقة بين إدراتَي أوباما وبوتين في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

ويشير معلوف إلى أنّ أوباما لم يكن يتوقع دخول الروس الى سوريا، وأن يقوم بوتين بتوسيع بيكار تدخّله العسكري واستعراض قوته، بعد ما جرى في أوكرانيا وضمّ شبه جزيرة القرم الى روسيا الإتحادية.

وقد سبق وأبلغ أوباما بوتين الى أي مدى أنّه يمكنه الصمود إقتصادياً في سوريا، وتغطية الوجود العسكري الروسي لفترة طويلة.

ويُجدِّد معلوف إنتقاده لسياسة أوباما وتجاهله لمنطقة الشرق الأوسط، وهو أمر إنتقدته أيضاً المرشحة الديموقراطية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون.

ويقول: «إنّ أوباما أراد أن يُخلِّف وراءه إرثاً بحلّه الملف النووي الإيراني وتطبيع العلاقات مع كوبا، وهو بخلاف جورج دبليو بوش يُمارس سياسة الإحتواء وليس المواجهة، لكنّ كلفة سياسة أوباما في الشرق الأوسط، كان نتيجتها 300 ألف قتيل في سوريا، ومن المؤلم أنّه في القرن الحادي والعشرين، هناك مدن تُقلَع وإنسانية تُذبَح في سوريا».

الأميركي خائف

وفي خضم السباق إلى البيت الأبيض، يرى معلوف أنّه من السابق لأوانه إستشعار نبض الشارع الأميركي وترجيح كفّة حزب على آخر، لكنّه يستشف بعد 8 سنوات من حكم الديموقراطيين، ومن خلال الإنتخابات النصفية الأخيرة لمجلسَي النواب والشيوخ التي أعطت غالبية للجمهوريين، أنّ هناك ارتفاعاً في شعبية الجمهوريين.

ويُذكِّر معلوف بأنّ السياسة الخارجية لأوباما أثّرت على الداخل الأميركي، فضلاً عن أن الهجوم الإرهابي في مدينة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، خلق خوفاً عند الأميركيين.

ويقول:« الشعب الأميركي خائف، وأسلوب المرشح الجمهوري دونالد ترامب الحاد واللاذع في تهجّمه على الإسلام والمهاجرين المكسيكيّين، رفع أسهمه عند المواطن الأميركي العادي. إنطلاقاً من ذلك، لا أظن أنّ الأميركي الذي يساند اليوم أفكاراً يمينية سيسمح بعودة مرشح ديمقراطي إلى البيت الأبيض».

وبعد الفوز الساحق لترامب في الإنتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية السبت الماضي، وانسحاب جيب بوش من السباق، لم يبقَ سوى خمسة مرشحين جمهوريين يسعون إلى الحصول على تأييد حزبهم لخوض معركة الوصول الى البيت الأبيض، وعلينا انتظار الثلثاء الكبير في الأول من آذار، عندما تصوّت نحو 12 ولاية، والإنتخابات الداخلية للحزبَين التي ستُظهر من سينتصر على الساحة، بعد أول تموز.

لبنانياً، يُبدي معلوف تشاؤمه من إمكان انتخاب رئيس في جلسة البرلمان المقبلة في 2 آذار. ويقول: «الرئيس المقبل لن يكون من القادة الأربعة، الذين اجتمعوا تحت عباءة بكركي».

ويقترح عقد لقاء وطني لفعاليات تؤمن بالجمهورية، واختيار ثلاثة مرشحين مستقلّين لديهم «بروفايل» إقتصادي مميّز.

ويتّهم معلوف «حزب الله» بأنّه لا يريد رئاسة جمهورية وأنّ استمرار الفراغ الرئاسي يناسبه، و«الحزب» يستغل الوضع لتحسين موقعه في الجمهورية، في ظل طرح تعديل النظام البرلماني إلى رئاسي. ويقول معلوف: «كانوا يلومون المارونية السياسية، هذه المارونية في أضعف الإيمان كانت تنتخب رئيساً كل 6 سنوات وتحترم عمل المؤسسات».

وفي ما خصّ الإنتخابات البرلمانية، يُشدِّد معلوف على أنّه يجب التخلّص من ذهنية السياسي الذي يدفع ليُنتخَب، ومن ثم عندما يطالبه الناس بالقيام بواجبه، يتحجّج بأنّه دفع لهم مقابل أصواتهم.

ويرى معلوف أنّه لا يجب أن تعاقِب السعودية كل اللبنانيين بسبب موقفها من «حزب الله»، فمن الأفضل أن يبقى دعمها مستمراً للجيش ليتمكّن من مواجهة خطر الإرهابيين، داعياً المملكة الى إعادة النظر في هذا القرار.

ويختم حديثه مُستعيداً قولاً للرئيس الأميركي الراحل أبراهام لينكون في خضمّ الحرب الأهلية الأميركية، «ويل لأمة لا تنتخب ممثليها في الأوقات المحدّدة في الدستور، فإنّها تحكم على نفسها بالإعدام»، وهذا واقع حال الشعب اللبناني في نظر معلوف، الذي حكم نفسه بالإعدام.