IMLebanon

أهل الإقتصاد يتحرّكون للملمة تداعيات العجز السياسي

Lebanon-Economy
ايفا ابي حيدر
لا تزال الأزمة اللبنانية السعودية تتفاعل، بحيث طلبت وزارة الخارجية السعودية أمس من جميع المواطنين السعوديين عدم السفر الى لبنان حرصاً على سلامتهم. كما طلبت من السعوديين في لبنان المغادرة. فهل اصبح الاقتصاد الوطني مُهدداً بخطوات اضافية، وما هي سبل المعالجة برأي أصحاب العلاقة؟
تحرّك أمس وفد اقتصادي ضم رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس ورئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية -السعودية ايلي رزق نحو السفارة السعودية في زيارة تهدف الى ايصال موقف رسمي من جانب رجال الاعمال اللبنانيين المؤيد والداعم لمساندة المملكة لاقتصاد لبنان طوال سنوات مضت، ولتؤكد انها ليست ناكرة للجميل وللدعم الاقتصادي والاستثماري والمالي الذي مدّت به المملكة لبنان على مدى عشرات السنين.

بعيداً من السياسة، يدعو رئيس اتحاد غرف التجارة والزراعة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير الى التحدث بلغة الارقام حيث لا مجال للشك في الدور الذي تلعبه السعودية في دعم الاقتصاد اللبناني.

ويقول لـ«الجمهورية» في هذا السياق، ان 75 في المئة من صادرات لبنان الزراعية تتجه نحو دول الخليج، و53 في المئة من صادراته تذهب الى دول الخليج، 75 الى 80 في المئة من التحويلات المالية تأتي من دول الخليج، 85 في المئة من استثماراتنا الاجنبية هي استثمارات خليجية.

وأكد ان أكبر المصارف في لبنان اليوم يشارك فيها خليجيون، كذلك أكبر الفنادق في لبنان وأفخمها مثل «فور سيزنز»، «كمبنسكي»، «روتانا»… هي خليجية، والاهم ان قيمة المؤسسات اللبنانية في الخليج تفوق الـ 125مليار دولار.

وانتقد شقير قلة المسؤولية من بعض الاطراف السياسية بمهاجمة دول صديقة، يعتمد عليها الاقتصاد الوطني. وتساءل كيف يمكن مهاجمة هذه الدول وتخريب هذه العلاقة.

ووصف شقير البيان الوزاري الذي صدر أول الاسبوع بالوسطي، منتقداً تأخر الحكومة في اصدار هكذا بيان، ومحذراً من انه في حال ساءت الامور مع دول الخليج، وقرروا اليوم إغلاق الحدود في وجه البضائع اللبنانية، نؤكد اننا في خلال ثلاثة اشهر سنشهد على «جهنم عربي في لبنان»، لأن 75 المئة من صادراتنا الزراعية تذهب الى الخليج، واغلاق الحدود سيقتل الاقتصاد، عدا عن الأذى الذي سيلحق بنحو 100 الف عائلة لبنانية تعمل في الزراعة فقط، ناهيك عن الضرر على الصناعيين والتجار.

ولفت شقير الى ان الاخطر من الأزمة التي نواجهها، تغيّر نظرة الشعب السعودي تجاه اللبناني، بل هو عاتب عليه ويشعر انه قليل الوفاء.
وعن أي خطوات مقبلة تعتزم الهيئات الاقتصادية القيام بها مستقبلا، اعلن شقير انه يعمل على تنظيم زيارة لوفد كبير من الهيئات الاقتصادية الى السعودية لشرح وجهة نظر القطاع الخاص تجاه الأزمة السياسية المستجدة، وللتأكيد ان المواقف السياسية المعادية للمملكة لا تمثلنا. وأسف شقير لأن القطاع الخاص اللبناني زار السعودية مرات عدة خلال السنوات الاربع الماضية فقط لتصليح أخطاء أهل السياسة.

في السفارة السعودية

الى ذلك، ناشد شقير أمس عقب الزيارة التي قام بها الى جانب وفد اقتصادي مقر السفارة السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ان «لا يترك لبنان وتبقى المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج بجانبه»، مؤكدا أن «لبنان وقطاعه الخاص يقدر موقف المملكة ووقوف دول الخليج بأكملها بجانب لبنان ايام الحرب والسلم».

وقال شقير: «هناك كلام يصدر من بعض القوى السياسية، لكني أؤكد أن هذا الكلام لا يمثلنا كقطاع خاص، نحن نريد أحسن علاقات مع المملكة ولن نقبل ان تخرّب بعض الاصوات التي تصدر اليوم هذه العلاقات التاريخية التي عمرها عشرات السنوات».

بدوره، قال شماس: «لا شك ان بيان مجلس الوزراء الذي صدر يوم الاثنين هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن يجب استكمال المسار».

ووجه نداء في اتجاهين «الاول موجه للطبقة السياسية اللبنانية التي تقف اليوم امام امتحان صعب جدا نظرا لحراجة الوضع الاقتصادي الذي يمر به لبنان»، فذكّر أن «الخليج العربي وبما فيه مملكة الخير، التي هي قائدة السرب في هذا الموضوع تمثل المستورد الاول والمشغل الاول ورب العمل الاول والمستثمر الاول في لبنان، ومن هنا أي زعزعة لهذا الموضوع هو في غاية الخطورة».

وقال: «التعويل هو على وعي وحس المسؤولية لدى الطبقة السياسية اللبنانية من اجل عدم زعزعة الوضع».

اما في ما يتعلق بالنداء الآخر فهو للاخوان في الخليج وعلى رأسهم السعودية، ولفت الى أنه «منذ قيام المملكة والجمهورية اللبنانية العلاقات كانت على افضل ما يرام ونحن لا ننسى انه خلال أصعب الأزمات التي مر بها لبنان كانت المملكة تقف الى جانبه».

وختم بالقول: «نتمنى على المملكة بما تتمتع من حكمة بقيادتها العالية ان تستوعب الاخ الاصغر لبنان، وتمرر هذه المرحلة على خير نظرا لدقة الوضع الذي نمر به. ونحن متأكدون ان الحضن الدافىء على الدوام هو الصدر الرحب في هذا الوضع الصعب».