كتبت ربى منذر في صحيفة “الجمهورية”:
عاد ملف المطامر الى الواجهة بعد اكتشاف التزوير في صفقة ترحيل النفايات، وفي هذا السياق، قال وزير البيئة محمد المشنوق الذي توجّه الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، إنّ «في استطاعة مطمر الناعمة أن يستوعب وأن يساعد في حلّ الأزمة التي هي موجودة الآن، ولكن على المدى الطويل، نحن في حاجة الى مطامر قادرة على تلبية الحاجات بعد المعالجة، شرط أن تكون هذه المعالجة جيدة».فيما تجتمع اللجنة الوزارية للنفايات اليوم للبحث في موضوع المطامر، حصلت «الجمهورية» على مستنداتٍ رسمية ستكون في حوزة أعضاء اللجنة، وتحتوي على المطامر التي إقترحتها الدولة وتلك التي إقترحتها الشركات المتقدمة الى المناقصات.
وتنشر «الجمهورية» ملخّصاً عن مواقع المطامر الصحّية التي إقتُرِحت العام الماضي بناءً على كلّ الدراسات السابقة وعن ضرورة اعتماد السلّم الهرمي في إدارة النفايات تمكيناً لتقليص نسبة الطمر إلى أكبر حدّ ممكن:
– لائحة بالمواقع المشوّهة والتي يقتضي تأهيلها (أي مواقع مقالع أو مكبّات عشوائية) والتي تمّ اعتمادها مواقع ممكنة للطمر الصحّي شرط توافر المعايير البيئية المطلوبة للمطامر والتي تمّ تحديدها في دفاتر شروط المناقصات: موقع «الكوستا برافا»، موقع في منطقة عكّار على الحدود، مواقع الطمر المقترحة من قبل وزارة البيئة في حزيران/تموز 2015 لاستخدامها خلال المرحلة الانتقالية (تموز 2015 ـ كانون الثاني 2016)،
مواقع الطمر التي إقترحتها المجموعات الـ 17 التي شاركت في المناقصات عام 2015، المواقع المقرّة بموجب قرار مجلس الوزراء الرقم 1 تاريخ 9/9/2015 (سرار-عكّار؛ المصنع ـ سلسلة جبال لبنان الشرقية؛ برج حمّود؛ الناعمة)، معامل الفرز (والمعالجة) المتوافّرة حالياً خارج نطاق بيروت وجبل لبنان عددها نحو 18، وهي في كانون الاول 2015 كانت تستقبل نحو 800 طن/ اليوم (علماً أنّ مجموع قدرتها الاستيعابية، بعد تشغيل ما لم يُشغّل بعد وتحسين تشغيل ما هو متوافر، هو نحو 2,500 طنّ/اليوم، ليصبح نحو 3,000 طنّ/اليوم بعد تشييد المعامل الإضافية المرتقبة من قبل مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية من خلال هبتين من الاتحاد الاوروبي)، مع العلم بضرورة توسيع نطاق مبدأ المعالجة هذا، أو ما يُعرف باسترداد النفايات، ليطاول سائر المناطق اللبنانية الأخرى بهدف تخفيف الطمر إلى أقصى الحدود الممكنة، كون الطمر في أسفل السلّم الهرمي لإدارة النفايات.
وتجدر الإشارة الى أنّ كلفة التدهور البيئي من جرّاء سلوكيّات إدارة النفايات الصلبة في بيروت وجبل لبنان تبلغ نحو 66,5 مليون دولار في السنة والفرص الضائعة من الجمع والفرز والمعالجة وتوفير الطمر نحو 74 مليون دولار/ السنة، استناداً إلى دراسة نشرت عام 2014 استناداً إلى أرقام 2012 ما يؤكّد ضرورة تخفيف الطمر إلى أكثر الحدود الممكنة.
في ما يخصّ الحلول المقترحة لأزمة النفايات الصلبة خلال المرحلة الانتقالية الى حين البدء بتشغيل معامل استرداد الطاقة في حال المضي فيها، أو البدء بالمرحلة التشغيلية لأيّ حلّ آخر، وفي مقارنة بين الطمر الصحّي (تطبيقاً للمرحلة الانتقالية من قرار مجلس الوزراء الرقم 1 تاريخ 9/9/2015) والمعالجة حتّى 75 في المئة ثمّ الطمر الصحّي (تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الرقم 1 تاريخ 12/1/2015)، تبيّن أنّ نسبة الطمر ستكون 90 الى95 في المئة؛ وسيكون هناك تكرار لتجربة الناعمة التي كانت الأسوأ لجهّة الثقة بين الأهالي والحكومة، أما نسبة المعالجة فتكون 25 في المئة الى 40 في المئة؛ وبالتالي تقبّل الأهالي أسهل.
الخطر الصحّي في الطمر أعلى (كون نسبة الطمر أعلى، وبالتالي التأثير المحتمل في المياه الجوفيّة والهواء أعلى)، أما في المعالجة فأخف.
كلفة التدهور البيئي من جرّاء الطمر ومن جرّاء الفرص الضائعة (فرز ومعالجة) أكثر من 140 مليون دولار/السنة (استناداً إلى أرقام 2012)، أما المعالجة فتُقدّر أقل بكثير، وفي ما يخص مدة الحلّ فنظرياً هي 18 شهراً للطمر؛ وواقعياً هي الفترة التي ستستغرقها مناقصات معامل التفكّك الحراري والتلزيم والتشييد في بلد يعاني من ضعف في الاستقرار، ومن جهة المعالجة فمدتها 7 سنوات.
الجهوزيّة للبدء بتنفيذ الحلّ من ناحية الطمر تكون فور تحديد المواقع في حال اعتماد المشغّل الحالي، أي سوكلين، وفي حال اعتماد مشغّل آخر: أقلّه 6 أشهر لإجراء مناقصة، وبالنسبة الى المعالجة تبدأ عمليّة تشييد معامل المعالجة فور توقيع العقود (وفترة التنفيذ 6 أشهر حدّاً أقصى)؛ أمّا تجهيز المطامر فيبدأ فور تحديد المواقع. الى ذلك، يُعتبر الطمر حلّاً لبيروت وجبل لبنان فقط، فيما تُعتبر المعالجة حلّاً لكلّ الأراضي اللبنانية.
قانونياً، يُعتبر الالتزام بتطبيق القوانين والنصوص المرعيّة من ناحية الطمر أضعف ما يمكن كون المطامر الصحّية تقع في أسفل السلم الهرمي، أما من ناحية المعالجة فجيّد (جداً) كون نسبة المعالجة هي بين 60% و75%.
إمكانية انسحاب البلديّات وبالتالي التطبيق التدريجي للّامركزيّة في الطمر يكون أصعب كونه لا معامل ستُشيّد للمعالجة؛ وبالتالي ما من أمثلة على الأرض يُحتذى بها في بيروت وجبل لبنان، أما المعالجة فأسهل كون معامل عدّة سيُصار إلى تشييدها وتشغيلها في بيروت وجبل لبنان؛ وبالتالي إمكانيّة اتخاذها مثالاً لبعض البلديّات أعلى.
عدد المشغّلات في الطمر في حال اعتماد المشغّل الحالي، أي سوكلين سيكون مشغّلاً واحداً لبيروت وجبل لبنان؛ المشغّل نفسه منذ 18 عاماً؛ ولا شفافيّة على الإطلاق، وفي حال اعتماد مشغّل آخر سيستغرق أقلّه 6 أشهر، من ناحية المعالجة 3 مشغّلات لبيروت وجبل لبنان؛ تمّ اختيارها بناءً على مناقصة.