Site icon IMLebanon

أحمد الحريري: لا يمكن سلخ لبنان عن محيطه العربي

 

رأى الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري “أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاء في سياق توغل المشروع الايراني في المنطقة العربية”، معتبراً “أن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية جاءت لتضع حداً لهذا التوغل”.

وأكد في حديث إلى “إذاعة الشرق”، أن “وزير الخارجية اللبنانية يعرف أنه لا يمكن سلخ لبنان عن محيطه العربي، باعتباره دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، وبالتالي هو يعرف أن ما قام به في القاهرة وجدة يؤذي البلد ويضر بمصالح اللبنانيين”، سائلاً :”لماذا تغليب المصالح الشخصية على مصلحة اللبنانيين، والدفاع عن “حزب الله” أكثر مما يدافع الحزب عن نفسه؟”.

وقال: “وصلت الأمور بـ”حزب الله” حد مطالبة السعودية بالاعتذار منه، كما لو أنه يعتبر نفسه دولة، ولا ينقصه سوى أن يقوم باستفتاء للانضمام إلى الأمم المتحدة وإعلان استقلاله عن الدولة اللبنانية، فهذا الغرور اذا استمر لا نعرف إلى أين سيصل بالبلد”.

وإذ رأى “أن المطلوب موقف واضح وأقوى من الحكومة لجهة التضامن مع المملكة العربية السعودية”، ذكر أحمد الحريري بأن “كل مشاكلنا تأتي من استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، ذلك أن رئيس الجمهورية هو من يحدد مع مجلس الوزراء السياسة الخارجية للدولة اللبنانية وهو من يصونها، لكن في غيابه، حصل ما حصل، وبدا واضحاً أن قرار السياسة الخارجية مسلوب من قبل فريق معين”.

ورداً على سؤال عن جلسة 2 آذار، جدد الدعوة “للنزول إلى مجلس النواب، ولنرى ما الذي ستشهده الجلسة، وقد أعلن الرئيس سعد الحريري أن عدوه هو الفراغ، وأنه سيبارك لمن يفوز بالرئاسة في مجلس النواب، وسيعمل معه تحت سقف المصلحة الوطنية”.

وعما إذا كان هناك إمكانية لحماية لبنان في ضوء التطورات الحاصلة، أكد أحمد الحريري “أن هذا السؤال يجب أن يطرح على قوى “8 آذار” بقيادة “حزب الله”، لأننا من جهتنا ارتضينا أن نأخذ مواقف بعكس إرادة ناسنا من أجل حماية البلد، وقمنا بالعديد من المبادرات منذ تشكيل الحكومة، وفق معادلة ربط النزاع، والرئيس سعد الحريري قدم كل شيء لحماية لبنان، فماذا يريدون بعد؟”.

وأضاف: “يجب تذكير “حزب الله” أن قوى كثيرة قبله كان لديها مشاريع مخالفة لإرادة اللبنانيين ولتركيبة البلد، وسقطت هذه القوى مع مشاريعها، لذا نتمنى لو أن “حزب الله” يأخذ العبرة من تجارب الماضي، ويفكر بالعودة إلى لبنان، من أجل قاعدته التي هي قاعدة لبنانية في نهاية المطاف، ومن أجل ناسه الذين تضيع طاقاتهم في سوريا واليمن والعراق، بدل أن تكون هذه الطاقات موضوعة في الدولة اللبنانية ومؤسساتها”.

وشدد على أن “اللبنانيين لا يريدون أن يعودوا إلى الأيام السوداء، رغم كل الضغوط الأمنية، والحمد لله ان ليس هناك طرف آخر مسلح في لبنان كحزب الله، ونحن هنا نشد على يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية، قيادةً وعناصر، على كل الجهود التي يبذلونها لحماية البلد، وهم الذين يتحملون كل الضغوط في ظل غياب الغطاء السياسي الذي يمثله رئيس الجمهورية”.