وجّه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، رسالة إلى محافظ الجنوب منصور ضو، يطلب منه متابعة الشكوى التي تقدمت بها البلدية ضد ثلاثة أشخاص ضبطوا يرمون أطناناً (مئة حاوية) من النفايات الأسبوع الفائت، في الحوض البحري المجاور لمعمل معالجة النفايات في صيدا.
وأوضح السعودي لصحيفة ”الأخبار” أنه “أُفرج بسند إقامة عن الثلاثة بعدما ضبطوا يفرغون النفايات من شاحناتهم، على أن تستمر ملاحقتهم بجرم تهريب نفايات غير مفرزة ومعالجة من خارج صيدا ورميها في الحوض”.
إلا أن هناك من يطرح شكوكاً: هل يمكن لهؤلاء نقل النفايات من دون أن يكونوا قد حظوا بمساعدة النافذين في “مستعمرة” النفايات المحيطة بالمعمل والحوض البحري وأنقاض جبل النفايات المزال؟ إذ تفيد المُعطيات بأن المتهمين كانوا ينقلون النفايات والردميات الى جبل النفايات الذي كان المقاول جهاد العرب ملزّماً العمل بجزء من مشروع إزالته. كذلك التزموا بنقل الردميات خلال المراحل الأولى من تنفيذ مشروع إنشاء المرفأ التجاري الذي لُزِّم جزء منه للعرب أيضاً. وتشير المعلومات الى أن هؤلاء مُنحوا حصة من الامتياز الذي ناله العرب لنقل ردميات الضاحية الجنوبية التي وضعت في الجية إلى صيدا لردم الحوض البحري. هذه المُعطيات دفعت البعض الى التساؤل حول كيفية قيام هؤلاء بنقل النفايات من دون علم العرب.
ينفي جهاد العرب، في اتصال مع “الأخبار”، علاقته بالثلاثة، لافتاً الى أن “عملنا الوحيد يتعلّق بالتخلّص من بقايا جبل النفايات. ونحن في صدد الانتهاء من الأعمال هناك في مهلة اقصاها 15 يوماً”. وأضاف: “نحن على تواصل دائم مع وزارة البيئة وبلدية صيدا والـUNDP”.
وعن إمكان أن يكون مصدر النفايات بلدية الحازمية، أكد رئيس بلديتها جان الأسمر لـ”الأخبار” أن البلدية تعاقدت مع معمل فرز النفايات في صيدا منذ بداية شهر شباط، وأوضح: “تأتي شاحنات من المعمل لنقل نفاياتنا التي نتولّى فرزها وذلك على نوبتين: 3 شاحنات صباحاً و3 شاحنات ظهراً”، نافياً أن تكون النفايات التي يُشار اليها مصدرها الحازمية.
هذا الأمر طرح شكوكاً حول قيام المعمل نفسه بالردم. لكن السعودي أكّد أن المعمل يشتغل وفق المعايير المطلوبة، وأن البلدية سمحت باستقدام النفايات الى المعمل بعد وصول عمله الى نتيجة “صفر عوادم”، فيما قال مدير المعمل نبيل زنتوت لـ”الأخبار” إنه لا يملك “ما نضيفه على كلام رئيس البلدية”، لافتاً الى أن المعمل توقف عن طمر العوادم منذ 5/1/2016، وهو يتعامل مع بلدية الحازمية ويأخذ منذ سنة نفايات مسلخ صيدا والغازية.
وفي حين يُشكّك النائب السابق أسامة سعد في عمل المعمل، ويشير الى التخلص من النفايات غير المعالجة في الحوض بذريعة أنها من العوادم أو ردميات، وأن سمومها تتسرّب إلى المياه الجوفية، يشكك في نتيجة “صفر عوادم”، مُذكّراً بأن وعد إدارة المعمل بتكليف شركة لمراقبة عملها بات في مهب الريح.